الجزائر

معرض الفنانة ساندي باوان بالمعهد الفرنسي



ما تزال الصورة أصدق تعبيرا عن الجمال وعن الواقع أيضا بكلّ أوجهه، فهي التي تترجم بكلّ تفان ما يشدّ أنظار الفنان المصوّر ومن ثم تضعه في حديقة الذاكرة الجماعية، والموضة هي أيضا حقل من الحقول التي يهتم بها أصحاب هذه المهنة الجميلة، وهو ما دفع بالمصورّة الفرنسية ساندي باوان الى التخصّص في هذا المجال وتقديم أجمل الصور لأجمل النساء والرجال.
وفي هذا السياق، يحتضن المعهد الفرنسي بالجزائر معرض الفنانة المصوّرة ساندي باوان، التي انتقت عشر صور من رصيدها الفني الثري لتقدّمها إلى الجمهور الجزائري، وهذا بعد أن قامت في الفترة الممتدة من 29 افريل إلى 3 ماي الجاري بتنشيط ورشة تكوينية لصالح المصوّرين الجزائريين بالمعهد الفرنسي حول صور الموضة.
وتمّ على مستوى هذه الورشة مناقشة أهمية اختيار الموديلات وفرقة التصوير، أسرار مكوّنات الصورة، التعرّف على القواعد الأساسية لعملية التصوير مثل الإضاءة، إضافة إلى التعريف بالفوتو شوب وكيفية تعديل الصورة، نصائح حول التصوير المحترف وتحليل واقع السوق الحالية للصورة.
أمّا المعرض، فيضمّ عشر صور من مجموعة الصور التي أنجزتها الفنانة في كلّ من لوس أنجلس، باريس، برشلونة، نيويورك ولاس فيغاس، وهو دليل على حبّ الفنانة للسفر والتنقّل من منطقة إلى أخرى حتى أنّها اشتهرت أكثر في آسيا وبالضبط في تايوان حينما قرّرت التخلي عن بريق الشهرة في باريس والتوجّه إلى مناطق قد تبدو باهتة من حيث عدم وجودها في صدارة الدول المعروفة بالموضة والأضواء الخاطفة، إلاّ أنّها في الحقيقة جميلة وعفوية وتغمرها الألوان الطبيعية.
ومن بين الصور المعروضة، نجد ثلاث صور من تظاهرة ''غاتسبي العظيم'' بلاس فيغاس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الأمريكي فرنسيس سكات فيتزجيرالد التي تعتبر من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، وإحدى أهم الوثائق الأدبية التي أرَّخت لعقد العشرينات الصاخب وشكلّت نقطة تحوّل في حياة الأمريكيين، أخلاقياً، مادياً واجتماعياً.
وفي هذا السياق، تهتم ساندي بعنونة صورها وفق ميولها في عالمي الأدب والفن وغيرها مثل رواية ''غاتسبي العظيم''، وضمّت هذه الصور الثلاث كلّ على حدة، ثلاث نساء يظهرن بهيئة نساء العشرينيات من القرن الماضي، فها هي صورة امرأة تجلس على كرسي في ناد ليلي وترتدي فستانا فضيا مخطّطا بالأسود كما تضع على رأسها وشاحا ذهبيا به فتحات كثيرة، وصورة أخرى تضمّ بورتريها باللونين الأبيض والأسود لامرأة تسرّح شعرها بموضة بداية القرن العشرين.
ويظهر على صور ساندي، التدقيق وحسن استعمال الضوء، فتخرج الصور بكلّ تفاصيلها وحيويتها، وهو ما نراه أيضا في صورة ''ماكس'' (برشلونة)، التي تظهر صورة لرجل منقسمة إلى جزئين، الأوّل عبارة عن بورتريه له، حيث يظهر في كامل أناقته مرتديا قميصا أبيض والثانية تظهره ينزع قميصه، أمّا صورة ''كلون'' فتضم وجهي رجلين يحملان أوشاما. بالمقابل، أبرزت صورة ثالثة القسم العلوي لامرأة مصبوغ وجهها باللون الأبيض رافعة شعرها على شكل تسريحة العرائس الجزائريات.
ويظهر على صور ساندي كأنّها لوحات تشكيلية لجاذبيتها القوية من حيث الألوان والمواضيع المنتقاة، وهو ما نراه في صورة امرأة بيضاء شعرها أسود وترتدي السواد مستلقية على غطاء أحمر لماع بعينين مغمضتين، ونفس الشيء نجده في صورة من نفس السلسلة (لوس انجلس) لامرأة ترتدي الأبيض وشعرها أشقر مستلقية على نفس الغطاء الأحمر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)