الجزائر

معالم قرآنية في صراعنا مع اليهود



معالم قرآنية في صراعنا مع اليهود
قال الله تعالى: {يا أيُّها الّذين آمَنوا لا تكونوا كالَّذِين آذَوْا موسى فَبَرَّأَهُ اللهُ ممّا قالوا وكان عند الله وَجِيهاً} الآية. يُريد سبحانه وتعالى بهذه القصة العجيبة وبهذا الاتهام الشّنيع الّذي لحقه من فسقة قومه في شخصيته الكريمة، أن يُحذِّرنا من كلّ ما يؤذي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وقد ضرب ببني إسرائيل مثلاً للالتواء والانحراف في مواضع من القرآن الكريم كثيرة، فيكفي أن يشير إلى إيذائهم لنبيِّهم وتحذير المسلمين من متابعتهم فيه، لينفّر حس كلّ مؤمن من أن يكون كهؤلاء المنحرفين الملتوين الّذين يضرب بهم القرآن مثلاً صارخاً للانحراف والالتواء ويزعمون أنّهم دعاة خير وصلاح وما سواهم فاسد في فساد وإرهابي في إرهاب.
وقد برَّأ الله موسى، كما سبق، ممّا رماه به قومه، وكان عند الله وجيهاً ذا وجاهة وذا مكانة، والله مُبرِّئ رسله من كلِّ ما يرمون به كذباً وبهتاناً.. وسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم أفضل الرّسل أولاهم بتبرئة الله له والدفاع عنه، حيث جعله آخر الأنبياء وخاتم المرسلين وأنزل عليه تزيلاً تولاه سبحانه بعنايته وحفظه بنفسه، قال جلّ علاه: {إنّا نحنُ نزَّلْنا الذِّكر وإنّا له لحافظون} الحجر: .09 وكتب عنده سبحانه أن يظهر هذا الدِّين دين السِّلم والسّلام على مَن سواه ولو كره المشركون.
وكانت النهاية بالنسبة لبني إسرائيل أنّهم زاغوا بعدما بُذِلَت لهم كلّ أسباب الاستقامة، فزادهم الله زيغا، وأزاغ قلوبهم فلم تعد صالحة للهدى وضلّوا كثيراً عن سواء السّبيل فكتب الله عليهم الضّلالة أبداً.. {واللهُ لا يَهْدي القومَ الفاسقين}.
وبهذا انتهت قوامتهم على دين الله الحق، فلم يعودوا يصلحون لهذا الأمر وهُم على هذا الزيْغ والضّلال البعيد، فهم يدركون هذه النكسة المخزية جيّداً في أعماقهم، ومع ذلك يعلنون للنّاس كافة بأساليبهم الخبيثة الماكرة أنّهم شعب الله المختار ويسعون بكلّ ما لديهم إلى تلقين كلّ الأجيال وفي كلّ زمان ومكان أنّهم رواد حضارة ومنقذين للبشرية... لكن البشرية الّتي يعرفونها بمقاييسهم، البشرية الصهيونية... وما على سواهم من الشعوب إلاّ الاتباع الأعمى، والخضوع الكامل.. نعم يخضعون لهم مقتنعين أو مكرهين، يخضعون وكفى بالإغراء تارة وبالقمع أحيانا أخرى.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)