عرفت الحركة الفقهية في الأقاليم الجنوبية من الصحراء الجزائرية نهضة قوية خلال القرنين 11 و12 الهجريين، 17 و18 الميلاديين، وكانت أقوى ملامح تلك النهضة وشواهدها بروز أعلام وزعامات فقهية، مشفوعة بنشاط ملحوظ في حركة التأليف.
كان الإمام عبد الرحمن بن إبراهيم الكنتوري أحد القيادات الفقهية البارزة في الجنوب الغربي من الصحراء الجزائرية، وتحديداً في إقليم توات(1) ، التي تركت بصمة متميزة في موروث المنطقة الفقهي.
ولعل من الغرابة بمكان الحديث عن تجديد أو إحياء فقهي في فترة زمنية ومجال جغرافي كان الجمود والتقليد هما قانونها السائد. غير أن هذا البحث ينطلق من رؤية شعارها "النسبية" في جهود الإصلاح والإحياء والتجديد أو التغيير، فمشاريع الأمم والحضارات تتقسامها كواهل الرجال، وتتعاقب فيها الأجيال ويتنافسها الرواد، ولكل مجد فيها نصيب، وليس من القسط أن يُجحد جهد الـمُقل. هذه النسبية يعبر عنها الكنتوري نفسه، حين استجازه تلميذه عبد الرحمن بن عمر التنلاني(2) ، فكتب في مقدمة إجازته معتذراً: (رأيت أني لستُ أهلاً لأن أجاز فضلاً عن أن أٌجيز:
ولكن البلاد إذا اقشعرتْ فحقُّ مواشيها رعي الهشيم) (3)
هذا البحث إذاً يقدم الإمام الكنتوري من خلال أهم آرائه واجتهاداته الفقهية، وما تحمله من معالم تجديدية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد جرادي
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 13, Numéro 17, Pages 171-184 2012-11-01