معاقون ذهنيا ينافسون المحترفين في صناعة السلال تيزي وزو

لم تعد صناعة السلال بتيزي وزو حكرا على حرفيين محترفين فحسب، بل باتت الحرفة المفضلة لدى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، بما فيهم المعاقين ذهنيا، الذين يبرعون في نسج خيوط “السوخر”، وهو نوع من شجر الصفصاف الذي يتم جلبه من مناطق بعيدة لهؤلاء المعاقين الذين توصلوا في ظرف وجيز إلى صنع أدوات في غاية الجمال والدقة والتصميم، لاسيما ما تعلق بسلال الخبز والفاكهة، إلى جانب قناديل وأغراض أخرى محل تزين.
وقالت ل”الفجر” مصادر مسؤولة، إن المعاقين يجدون متعة كبيرة وهم يزاولون هذه الحرفة التي تتطلب صبرا كبيرا واهتماما أكبر. كما أن مثل هذه النشاطات ستسمح لهذه الشريحة بالاندماج في المجتمع بطريقة غير مباشرة إلى أن يتجاوب المعاق مع المحيط، بل يصل هؤلاء المرضى في العديد من المرات إلى ولوج عالم الشغل وبحوزتهم مخزون معرفي هام قد يعجز الأصحاء على توفيره للمجتمع. ولعل المشكل الذي يواجهه القائمون على متابعة المكفوفين بالولاية في هذا المجال ضعف الموارد المالية، ما استدعى الاستنجاد بالوكالة الوطنية لتسير القرض المصغر لمدها بالمال على شكل قرض لاقتناء المادة الاولية لمزاولة هذه الحرفة التي أثبتت وجودها، كما أنه تم بيع والترويج للعديد من منتجات المعاقين، ما سمح بإعادة قسط من القرض.
وأضافت مصادرنا أن جمعية أولياء الأطفال المعاقين ذهنيا لتيزي وزو، المتواجد مقرها بتجزئة صالحي، تتكفل ب 75 طفلا لا يتعدى عمر بعضهم أربع سنوات، والذين يعانون من مرض تثلث صبغي، وهو اضطراب يصيب المخ ناتج عن اضطرابات حركية وبعده يؤثر على سلوك المريض. وقد عمدت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بتيزي وزو الى تخصيص هؤلاء الأطفال بخمسة أقسام بحي تجزئة صالحي غير بعيد عن مقر الولاية بهدف تصحيح نطق عندهم. كما تمت الاستعانة بمربيات متخصصات إلى جانب نفسانين.