الجزائر

معارك صعبة تنتظر القوات العراقية في مدينة الموصل



معارك صعبة تنتظر القوات العراقية في مدينة الموصل
فتحت القوات العراقية المشتركة أمس أوسع جبهة قتال في شرق مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى للقضاء على عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وسط حالة من الترقب حول رد فعل مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي الذي جعل هذه المدينة عاصمة له ويريد الاحتفاظ بها مهما كلفه ذلك. وهو المكسب الذي يعمل التنظيم على عدم التفريط فيه وجعل القوات العراقية تصر من جهتها على استعادة مدينة هي عاصمة شمال البلاد وتكتسي أهمية اقتصادية كبرى بالنظر إلى الخيرات الباطنية التي تنام عليها.وهو معطى يرشح المواجهات لأن تطول وخسائرها ستكون ضخمة وتحرير المدينة من تنظيم استوطن أرضها ويعمل بشتى السبل للاحتفاظ بها وحتم عليه الاستعداد لحرب دفاع عن مدينة إستراتيجية لتفادي ما حدث له في مدينتي الفلوجة والأنبار قبل عام، وهو ما جعل التنظيم الإرهابي يؤكد أمس أن الولايات المتحدة ستدفع الثمن غاليا في الموصل.وهو ما عكسته تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اعترف أمام رئيس المجلس الإيطالي ماثيو رانزي في البيت الأبيض أن معركة استعادة مدينة الموصل «ستكون صعبة» وستعرف مكاسب ميدانية وانتكاسات.والمؤكد أن التنظيم حفظ درس معركة المدينتين واكتسب خبرة قتالية كفيلة لأن تجعله يتفادى أخطاء مواجهاته السابقة والمقاومة لأطول مدة ممكنة من خلال اعتماد تكتيكات حرب تأخذ بعين الاعتبار الاختلال القائم في ميزان القوة الحربية بينه وبين القوات العراقية المدعومة بقوات التحالف الدولي.وإذا كانت القوات العراقية تكتمت إلى حد الآن حول حقيقة ما يجري على أرض المعركة، اكتفت مصادر إعلامية متابعة بتأكيد تحرك ارتال دبابات الجيش العراقي باتجاه جبهة القتال الشرقية والتي يبدو أنها ستكون أول بوابة لاقتحام الخطوط الدفاعية الأمامية لتنظيم «داعش» وسط عمليات قصف استباقية تجهل نتائجها، باستثناء الحديث عن وجود آلاف المقاتلين الأكراد العراقيين الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على بعض القرى المؤدية إلى شرق المدينة دون التأكد من أهميتها الإستراتيجية وما إذا تم ذلك بعد معارك مع عناصر تنظيم «داعش».وقال بتر كوك الناطق باسم البنتاغون الأمريكي أن «خطة اليوم الأول نفذت كما تم التخطيط لها بعد أن تمكنت القوات العراقية من بلوغ أهدافها «. وأضاف أن 52 هدفا تم تدميره من طرف الطائرات الحربية لقوات التحالف الدولي.ولم يزد المسؤول العسكري الامريكي أكثر من ذلك مما يبقي الغموض قائما حول حقيقة ما يجري على أرض المعركة وما إذا كانت العمليات العسكرية بدأت فعلا أم أنها مازالت في طور التحضيرات الأولية استعدادا لساعة الحسم.وبالنظر إلى موقع المدينة، فإن القوات العراقية ستعمد في أول الأمر إلى فرض حصار عسكري مطبق على المداخل الإستراتيجية المؤدية إليها لمنع وصول أية إمدادات أو عتاد حربي لمقاتلي التنظيم والاعتماد أيضا على عمليات القنبلة الجوية والمدفعية لإنهاكه قبل بدء المواجهات البرية التي ستحسم معركة الموصل.ويكون غياب أية معلومات مؤكدة حول مجريات المعارك هو الذي جعل وزراء دفاع 12 دولة أعضاء في التحالف الدولي يؤجلون موعد عقد أول اجتماع تنسيقي بينهم لتقييم الوضع العسكري العام في الموصل إلى غاية يوم الخميس القادم، بعد اجتماع دولي سيعقد يوم غد لبحث مستقبل العراق على ضوء نتائج معركة الموصل ويشارك فيه حوالي 20 وزير خارجية لبحث السياسة الواجب إتباعها في هذه المدينة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)