الجزائر

مظاهر مخجلة!‏



من غير المقبول أن تحدد لأي شخص ما يجب أن يحب أو ماذا يجب أن لا يحب، لكن أن يبالغ بعض الجزائريين في حب المنتخب الإسباني أو الإيطالي إلى درجة الجنون والخروج عن المعقول، فهذا في كل أعرافنا غير مقبول وينم عن عدم وعي من خرجوا في مواكب احتفائية بفوز لاروخا أو تتويج الماتادور الإسباني ..
لقد كان مظهر كل الذين خرجوا للشارع للاحتفال بهذا التتويج مخجلا، بل ومقززا لأن مظاهر الفرحة عند هؤلاء تجاوزت حدود المنطق، وكم تمنيت لو سأل بعض هؤلاء أنفسهم لماذا يفرحون ولماذا يبالغون في إظهار صور البهجة أو ذلك الصراخ الذي كان ينبعث من البيوت والمقاهي وبعض الأماكن العامة عند تسجيل الأهداف.
إن المبالغة في إظهار كل تلك الصور الغريبة لتلك الفرحة العارمة التي انتابت بعض الجزائريين مباشرة بعد تتويج منتخب لاروخا قد يحتاج تفسيرها إلى رأي طبيب نفساني، ليقول لنا ما إذا كانت تلك المواقف وتلك الصور أو تلك التصرفات عادية ومقبولة أم أن شبابنا لم يفهم ما قاله تشافي نجم المنتخب الإسباني والبارصا عندما قارن بين المونديال ويورو 2012، معتبرا أن اليورو أقوى لأنه لا تشارك فيه السعودية.
إذ أن مثل هذه المقارنة العنصرية تكفي لمراجعة تصرفاتنا إزاء مثل هذه الأحداث، حتى لا ننزلق أكثر فأكثر نحو التبعية لمن يتجرأون على إطلاق مثل هذه التصريحات، التي حبذا لو أن الأشقاء في السعودية أو في قطر أو دول الخليج استوعبوها جيدا عوض تمرد بعض شبان هذه الدول على كل الأعراف وكانوا أكثر مبالغة من الإسبان في حب لاروخا، أو أكثر حزنا من الطاليان على انهيار الآزوري، ويكفي للدلالة على ما توحي تلك الصور التي كانت تصلنا من وارسو أو كييف والتي كانت تصور بهجة أبناء الخليج لأمجاد غيرهم وكيف كان يتباهى هؤلاء بحبهم وتعلقهم بمن قالوا اليورو للأوروبيين فقط وهو أحسن من المونديال للأسباب التي يجب أن نعرفها جميعا، لكن مادام بعضنا لا يفرق بين الإعجاب والحب والهيام، فلا غرابة إذا سمعنا بأبطال أوروبا والعالم يقاطعون هذه المنافسات بسببنا...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)