الجزائر

مظاهر تكريم الاسلام للمرأة



مظاهر تكريم الاسلام للمرأة
لقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم آية على كمال عدالته كما هي آية على صدق نبوته، فقد كان الرسول يعامل زوجاته بالعلم والتسامح والصفح الجميل والتواضع ولين الجانب والرقة والرفق، كما اتسم كلامه معهن بالعذوبة والحلاوة، فلا تفارق حديثه الكلمة الطيبة ولا تفارق شفتيه الإبتسامة المشرقة، ثم تتوج أفعاله وأقواله كلها بعدالته المطلقة مع جميع نسائه.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم - يحسن إلى جميع زوجاته يترفق بهن ويلاطفهن ويداعبهن، لافرق في حسن هذه المعاملة وجمالها بين الحبيبة بنت الحبيب عائشة رضى الله عنها وبين بقية النساء، بل إنهن جميعاً في حسن معاملة النبي الكريم سواء.
إن المرأة لم تعرف في حياتها وفي وجودها وتاريخها كله معاني الإحترام والتقدير والتكريم على النحو الذي عرفته على يد النبي الكريم في بيته، وعرفته بالقول العفيف الطاهر وعرفته بالتطبيق العملي الدقيق، وعرفته في وصاياه النبيوة التي ما برح يهتف بها في سمع أبناء أمته ليلآ ونهارا، متى كان من أهم وآخر وصاياه قوله «استوصوا بالنساء خيراً»، وكذلك قوله «اتقوا الله في النساء» أي التزموا الترفق بالنساء والإحسان إليهن ولين الجانب معهن وهكذا قد حفظ الرسول للمرأة حقها وقدرها حيثما كانت.
وكان من سلوك النبي الرفيع وهديه الكريم الذي حرص عليه خارج بيته وداخله التنظف والتجمل والتطيب، فكان من أطيب الناس ريحا ومن أنظفهم ثياباً، وكان معتنياً بشعر رأسه ولحيته يرجله ويمشطه ويطيبه، وبمثل ذلك كان يوصى أمته ويحثهم على تنظيف ثيابهم وتهذيب شعورهم والتجمل والتزين لنسائهم، كما ترفع النبي الكريم وتنزه عن إهانة المرأة وشتمها وحذر الرجال أشد التحذير من ضربها وإهانتها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد في أول النهار ثم يضاجعها آخره»، وكان من تحذيره لبعض الرجال قوله «لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت».
وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم برقة الطبع ولين القول وبشاشة الوجه، مما أغر النساء المسلمات بكثرة سؤاله والبوه إليه بأدق مشكلات حياتهن الزوجية في أمان واطمئنان، كما لم يتجاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاعر امرأة قط في أي جانب من جوانب الحياة ويشهد بذلك ما كان بينه وبين صفية بنت حيى ابن أخطب الإسرائيلية، فقد تحدثت عن مشاعرها تجاه الرسول في أول زواجها وكيف تبدلت تلك المشاعر بعد ذلك على يد النبي الكريم.
وهكذا إذا اقتضينا برسول الله في معاملته لزوجاته ستعم السعادة الزوجية بيوت المسلمين وسنقضي على المشاكل التي تنشأ بين الأزواج وسيصبح الأزواج أكثر حبا وسعادة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)