الجزائر

مظاهرات ومقتل 15 عسكريا و91 محتجا سوريا تقبل المبادرة العربية والمعارضة تشكك



على عكس ما كان سائدا ومنتظرا، أعلن رئيس اللجنة الوزارية العربية، ممثلا في وزير خارجية قطر، أن الحكومة السورية وافقت دون شروط على الورقة التي أعدتها اللجنة، والتي تطالب على وجه الخصوص بسحب الآليات العسكرية من المدن السورية، وإطلاق سراح كل المعتقلين والسماح لمختلف وسائل الإعلام العربية والدولية بحرية الحركة على الأراضي السورية.  تلزم المبادرة سلطات دمشق بالشروع الفوري في تطبيق ما تم الاتفاق عليه، على أن ينطلق حوار بين السلطة ومعارضيها في غضون أسبوعين من يوم الموافقة على الخطة. وبهذه الموافقة تكون سوريا قد تخلت عن العديد من النقاط التي كانت ترفضها.
وردا على هذا التطور، أعلن أكثـر من مصدر من المعارضة أن السلطة غير قادرة على تطبيق ما أعلنت الموافقة عليه، لأنها وببساطة لا ترى في المعارضة سوى مجموعات مسلحة وإرهابيين، كما تقول.
وعلى نفس هذا الخط التصعيدي، شككت المعارضة السورية، ممثلة في المجلس الوطني، في جدية النظام السوري إزاء مسعى الجامعة العربية. وطالب المجلس وزراء الخارجية العرب بتجميد عضوية النظام السوري بدل التفاوض معه لإيجاد مخرج للأزمة، وبتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي، وبالاعتراف به ممثلا للثورة السورية وللشعب السوري. كما اتهم المجلس، في البيان الذي أصدره بالمناسبة، النظام السوري بـ''الاستخفاف بالجهود العربية الرامية إلى حقن الدماء''.
لكن على عكس هذا الطرح المتشدد، عبرت روسيا، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، عن دعمها المبادرة العربية، مؤكدة في نفس الوقت رفضها تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
من جهتها لم تشذ الإدارة الأمريكية عن هذا الخط، حيث أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، عن ترحيبها بخطوة اللجنة الوزارية العربية. كما أعلن الناطق باسم البيت الأبيض الترحيب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سوريا.
مقابل هذا، وفي الوقت الذي كان المعنيون والمتابعون للأحداث في سوريا ينتظرون ما ستعلنه اللجنة الوزارية العربية المجتمعة في القاهرة، استبق المعارضون السوريون الأحداث بتنظيم عدد من المظاهرات، طالب المشاركون فيها الجامعة العربية والمجتمع الدولي بالتدخل. وحسب ما تناقلته العديد من الوكالات الإخبارية عن ناشطين وحقوقيين سوريين، فإن المظاهرات التي سبقت اجتماع اللجنة العربية لمعالجة المعضلة السورية، خلفت تسعة عشر قتيلا بمدينة حمص وقرية الحولة ومدينة حرستا، كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مداهمة مسلحين لمصنع يقع بمنطقة تمسى كفرلاها القريبة من قرية الحولة، وقتلهم لعشرة من عماله، كما قتل خمسة عشر عسكريا بمدينة حماة على يد عسكريين منشقين،وقتل عساكر آخرون بمحافظة إدلب.
وعن مخلفات المواجهات كذلك، تحدث معارضون لوكالة الأنباء الفرنسية عن مطاردة الأجهزة السورية لمطلوبين، وقيامها بحملة اعتقالات مست العشرات في محافظة درعا، كما تم اعتقال ستين طالبا في كفرنبل بمحافظة إدلب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)