أكّد الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية على أهمية الاحتفاء باللغة العربية والتعاون مع مؤسّسات الدولة والوزارات المهتمة بهذا الشأن، فيما دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إلى ضرورة إنتاج المجتمع الجزائري للمعرفة، حتى يتمكّن من تصدير لغته العربية، مضيفا أنّ اللغة لا تراوح مكانها إذا لم تجد بيئة حاضنة ومشجّعة وحرة للانتشار.احتفى المجلس الأعلى للغة العربية رفقة وزارة الثقافة أمس، باليوم العربي للغة الضاد المصادف للفاتح من مارس في المكتبة الوطنية. وتمّ في هذا الشأن إلقاء أربع محاضرات وإلقاءات شعرية للشاعر سليمان جوادي والشاعرة حليمة قطاي.في هذا السياق، اعتبر الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أنّ لغة الضاد من اللغات الأكثر تداولا في عدد الناطقين بها، كما أنّها ليست لغة العرب أو لغة المسلمين فقط، فقد كتب بها العرب وغير العرب، وتُتلى بها الديانات السماوية، كما أنّها خامس لغة من اللغات الست العالمية المتداولة في الأمم المتحدة وفي وكالتها العالمية. وأضاف الدكتور أنّ المجلس الأعلى للغة العربية بدأ يضع خططه الاستراتيجية وبرامجه التنفيذية في أهمية العمل مع الوزارات الوطنية. وفي هذا السياق، سيتم تنظيم ملتقى حول لغة الضاد اليوم بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، يليه ملتقى ثان بجامعة سعيدة في السادس من مارس الجاري، وثالث بجامعة سيدي بلعباس. وبالمقابل فتحت وزارة الثقافة قنواتها وفضاءاتها لتنظيم نشاطات حول اللغة العربية.واعتبر المتحدث أنّ للغة العربية عشّاقا يتنافسون في ودّها، فمنهم من ينظرون إليها على أنّها علامة فارقة يمتاز بها الشعب العربي؛ فلا تسامح فيها مهما كان مستواها، وآخرون يهيمون بها ويعبدونها ويبدعون في منتوجها الأدبي؛ أسوة بالسلف الصالح. كما أنّ هناك من يخترعون فيها وبها، لتكون لغة عالمية من الطراز العالي لتستجيب لمتطلّبات العصر، علاوة على أنّ هناك من يأملون في أن تستفيد من اللغات الأجنبية وتنفتح على الترجمة منها وغيرها، ليضيف أنّ المجلس الأعلى للغة العربية ارتأى أن يجمع كلّ آراء العشّاق لأنّها تدخل في استراتيجيته الآتية والقادمة، ويحاول أن يكون في مستوى تلبية مختلف الرغبات بما له من مشاريع ومبادرات هادفة إلى الدعم العلمي والمعنوي للغة العربية، وحثّ مختلف الجهات على تقديم الأفكار ذات العلاقة بازدهارها، وجعلها معمّمة في العلوم وفي التكنولوجيا ومجال الترجمة لسدّ الثغرات. كما أكّد الدكتور على أنّ اللغة العربية لغة عمل في المنظمات العالمية منذ سنة 1973، كما أنّ لها رصيدا معرفيا مشتركا لا يوجد في غيرها من اللغات، وهي لغة مشتركة وموحّدة وجامعة، ولها فضل نزول القرآن بلسانها، كما أنّها قابلة للتعامل مع المناطيق الشجرية (لوجيسيال) التي تتعامل بها الآلات التقانية المعاصرة.واعتبر المتحدّث أنّ اللغة العربية لها حضور مهم في المؤسّسات العالمية، وأنّ لها مخابر تقوم على رِفدها وبخاصة تلك الروافد العلمية الوطنية والعربية والدولية، ولها أيضا من الخصوصيات صرفية ونحوية وثقافية، ومؤهلات صامدة أمام تكنولوجيات العصر، حيث تستجيب لكلّ المسارات الذكية التي تحملها الطرق السيارة للتقانة.كما قدّم وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي مداخلة، أوضح فيها أنّ جزائريين أبدعوا في مجال تطوير اللغة العربية، في حين دعا إلى استخدامها في مجال المعرفة كي يتم تصديرها إلى الخارج. كما نوّه باللغة الأمازيغية، واعتبرها مثل العربية، مكوّنة للهوية الجزائرية. بالمقابل حثّ الوزير على أهمية إدراج المزيد من النصوص الجزائرية في المناهج التربوية.وقدّمت الدكتورة حسينة عليان مداخلة بمناسبة الاحتفاء باليوم العربي للغة الضاد، دقت فيها ناقوس الخطر حول ضعف المحتوى العربي في الشابكة رغم بعض التقارير الدولية التي نصت واحدة منها والتي قدّمها المجلس الثقافي البريطاني على أنّ اللغة العربية سترافق كلّا من اللغات الصينية والهندية والإنجليزية والإسبانية في قائمة اللغات الأكثر هيمنة سنة 2050، وطالبت الدكتورة بضرورة تفعيل المصطلحات العربية في التقانة.بالمقابل طالب الأستاذ فاتح مرزوق في مداخلته، بضرورة حفظ اللغة العربية وعدم الاقتصار على كونها لغة مقدسة، وكذا نقل اللغة من الكلام إلى العلم وممارستها لكي تدخل إلى العالمية، في حين دعت الأستاذة وردية قلاز إلى الإكثار من وضع البرامج العربية في الشابكة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com