يبدو أنّ حرفة حياكة البدلات الصناعية المحلّية أضحت في طريقها إلى الزوال نتيجة غياب اليد العاملة سواء كانت هذه الأخيرة مؤهلّة أو غير ذلك، هذا بالإضافة إلى سبب آخر يتمثل في كون أغلب المتعاملين الاقتصاديين وأصحاب المصانع أضحوا يفضلون الملابس الصناعية المستوردة معتقدين بذلك أنّ نوعية هذه الأخيرة تعتبر الأجود والأحسن مقارنة بالمحلّية، إلا أنّ الواقع يعتبر عكس ذلك تماما حسبما أكدته المختصة في التصميم السيدة "عبد الرحماني خديجة" وصاحبة مؤسسة صغيرة لصناعة الملابس المستعملة في مجال العمل بما فيها الطبية على مستوى ولاية وهران، متحصلة على شهادة تصميم منذ سنة 2003 بمعهد التكوين المهني "بن قلية حسنية" الكائن بحي "مرافال"، موضحة أنّ غياب اليد العاملة يعد من بين أبرز المشاكل التي تتخبط فيها هذه المهنة، حيث أنه - حسب ذات المتحدثة - في بعض الأحيان تجد صعوبة في البحث عن عمال يقومون بالرتوشات الأخيرة للخياطة وهي المرحلة التي تعتبر بسيطة جدا مقارنة بالمراحل الأخرى، مضيفة أنّ هنالك العديد من أصحاب الورشات من أوصدوا أبواب محلاّتهم في ظل الأزمة التي يعيشون فيها من حيث غياب اليد العاملة، منبهة في الوقت نفسه أنّ نوعية الإنتاج المحلّي أفضل بكثير من المستورد أما عن ثمنه فهو الآخر يعتبر مناسبا.مضيفة أنّ المادة الأوّلية موجودة وهو الأمر الذي يعتبر أساسيا جدا في نجاح هذه الحرفة، لتبقى اليد العاملة ترهق أرباب العمل في جميع المجالات، مصرّحة أنّه أحيانا يتم تشجيع العامل ويتم معاملته كشريك لا كمستخدم وذلك بهدف المحافظة على سيرورة العمل وإرضاء الزبائن. كما طالبت محدثتنا من مدراء المؤسسات العمومية بتشجيع هذا الصنف من الحرفيين من خلال تقديم طلبيات التي تساهم بدورها بتشجيع الإنتاج المحلّي وكذا التقليل من فاتورة الاستيراد، زيادة على امتصاص ظاهرة البطالة. وما تجدر الإشارة إليه فإنّ السيدة "عبد الرحماني خديجة" توجهت إلى الحياة المهنية بعد تخرّجها خلال سنة 2006 ، أين قامت بالتدريس على مستوى مركز التكوين المهني في مادة الرسم الصناعي وذلك في إطار عقود ما قبل التشغيل، لتفكر بعد ذلك في تجسيد أفكارها على أرض الواقع ، حيث قامت باختيار الألبسة الصناعية، أين شهرت بمهنتها من باب إلى آخر ومن مؤسسة إلى أخرى، مبرزة بأنها تحصلت على تكوين عالي المستوى بذات المعهد لمدة 3 سنوات كاملة من طرف أساتذة مختصين في المجال، تخللتها امتحانات فصلية و فترات تربص على مستوى إحدى المؤسسات العمومية. لتبقى في الأخير الإرادة والعزيمة - حسب ذات المتحدثة- وراء النجاح، إضافة إلى عامل الجدية في العمل الذي يعتبر مطلوبا في ظل المنافسة الموجودة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/04/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ج بوحسون
المصدر : www.eldjoumhouria.dz