الجزائر

مصر حصلت على 100 مليار دولار بعد حرب الخليج، نهبهم سرب جراد أحاط بمبارك



قال الكاتب محمد حسنين هيكل، إنّ حرب الخليج منحت مصر مساعدات وهبات بلغت قيمتها 100 مليار دولار، إبان حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، وإن جماعات المصالح التي أحاطت ب “الأب” وهنا يقصد مبارك وزحفت مع الابن وهنا لم يسمِ علاء أو جمال تحوّلت إلى سرب جراد، أتى على ما جاءت به السياسة، متحررة من الأخلاق، وأنّ الوعاء الاقتصادي الذي امتلأ بعد حرب الخليج، جرى تفريغه بالنهب بعدها.وخصّص هيكل الحلقة العاشرة من كتابه “مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان”، التي نشرتها صحيفة “الشروق”، عن الحديث حول حرب الخليج، ودور الجيش المصري فيها، وكيف استفادت مصر اقتصاديًا قبل أن تستفيد سياسيا من هذه الحرب.
وفنّد الكاتب الكبير، المبالغ التي حصلت عليها مصر من جراء حرب الخليج، وفقا لصندوق النقد الدولي، على النحو التالى:
30 مليارًا إعفاء ديون مستحقة على مصر لدول أجنبية، و25 مليار دولار من الكويت، و10 مليارات دولار من السعودية، و10 مليارات دولار من دولة الإمارات، وكانت المبالغ الباقية من مصادر متفرقة، وذلك بالإضافة إلى كثير من خدمات المخابرات والأمن والسلاح والتوريدات المقدمة إلى ما لا نهاية من الخدمات، وكل ذلك أعطى مصر صفحة اقتصادية جديدة مشجعة.
وروى هيكل أنّه في أعقاب حرب الخليج، قرّر كتابة تفاصيل هذه الحرب من البداية وحتى آخر حدث بها، وكان يستعد للقاء الملك حسين، ملك الأردن وقتها، للحصول منه على كل ما يحتاجه في كتابه الجديد.
وذات يوم وفقا لما يروي هيكل فإنّ مبارك أجرى اتصالا هاتفيا به، قال فيه لهيكل: “قرأت في إحدى الجرائد أنّك سوف تذهب إلى عمان لمقابلة الملك حسين، لأنك تكتب كتابا عن حرب الخليج”، فردّ هيكل بأن ذلك صحيح، فعاوده مبارك متسائلا: “ولماذا الملك حسين تحديدا...؟”، فردّ هيكل: “سوف أقابل كثيرين غيره، ولكنّ المسألة فيما يتعلق بالملك حسين، إنّه الرجل الذي بقي منذ غزو الكويت، حتى ضرب العراق على اتصال بكل أطراف الأزمة، فقد ظلّ على صلة بصدام حسين، وجورج بوش، ومارغريت تاتشر دون انقطاع”.
هنا كان ردّ مبارك على هيكل: “أنت على خطأ في ذلك، لأنّ حسين لم يكن الطرف الذي بقي على اتصال بالجميع حتى آخر لحظة، وإنما كنت أنا الذي ظلّ على اتصال بالجميع من أول لحظة حتى آخر لحظة...والملك حسين سوف يكذب عليك...وأنت تعرف ذلك”، لكن هيكل كان ردّه: “من حق الملك أن يقول ما يشاء، وعليّ أن أفرز ما أسمع، وعلى أي حال فإنّ الملك أبلغني عن طريق رئيس ديوانه بأنّه رغبة في إطلاعي على الحقائق كاملة، فسوف يفتح أمامي كل الملفات دون تحفظ، اطلع فيها على ما أشاء”.
وحكى أنه بعد عودته من عمان بثلاثة أيام، تلقّى اتصالا من مبارك، بدأه قائلا: “هل كذب عليك وروى لك ما يشاء لك ليبرر موقفه...؟ أنا سوف أسمح لك بقراءة ما تشاء من الأوراق السرية الخاصة بالرئاسة، لكن دون تصويرها، وسوف أرسلها لك مع الدكتور مصطفى الفقي”.
وحين جاء الفقي بالمستندات إلى هيكل، وبدأ يطلع عليها، شعر بأنها “موجّهة” لهدف ما، ومكتوبة بأثر رجعي، أي بعد الحوادث وليس قبلها، وهذا يفقد المسيرات قيمتها، وبالفعل رجع بها الفقي إلى حيث أتى بها.
وذات يوم اتصل الفقى بهيكل ليسأله: الرئيس يستفسر عمّا إذا كان الكتاب سيعكس وجهة نظر الملك حسين، أم وجهة نظرنا نحن...؟ لكن كان رد هيكل قاطعا بعبارة: “لا وجهة نظركم، ولا وجهة نظر الملك حسين، وإنما هو مثل أي كتاب، يعكس جهد نظرنا في تقصي موضوعه”.
ويذكر هيكل أنّ الكتاب كان بداية حملة ضارية، وما أن صدر الكتاب، وتُرجم إلى اللغة العربية حتى قامت القيامة، وكانت المواقع الحساسة في القصة، التي دار حولها الجزء الأكبر من الخلاف الذي قامت عليه القيامة هي:
متى نزلت القوات الأمريكية في السعودية...؟ وهل كان ذلك قبل مؤتمر القمة، وباتفاق مع مبارك وغيره قبل مؤتمر القمة...؟ أو أن النزول الأمريكي كان بعد مؤتمر القمة ونتيجة لدعوة منها...؟ ثم هل كان الهدف تحرير الكويت...؟ أو أنّ تدمير العراق كان مطلوبا لضرورة أو مقصودا بسبق الإصرار...؟ وأخيرا...هل كان نزول القوات الأمريكية في الخليج والسعودية على النطاق الواسع إجراء طوارئ أم خريطة استراتيجية مستجدة...؟
بعد صدور الكتاب قال الفقي لهيكل أثناء إحدى حفلات العشاء: “لا تجعل شيئا ممّا يقال يضايقك، الحق كان معك، والواقع كما أعرفه من موقعي أفظع بكثير من أي شيء قلته في كتابك”، بينما هنا يقول هيكل: “كانت تلك لحظة تستحق الدراسة في تاريخ مصر، فقد لاح وكأنّ مصر قد جرى تنويمها أو تخديرها”.
المصدر: أحمد حافظ الأهرام


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)