الجزائر

مصر تحظر عرض فيلم هوليوودي يشوه معجزة شق البحر للنبي موسى



مصر تحظر عرض فيلم هوليوودي يشوه معجزة شق البحر للنبي موسى
تستمر استوديوهات "هوليوود" في سياسة اللعب على المحظور الديني، فبعد فيلم "نوح" الذي فجر عاصفة من حوله في العالم الإسلامي، جاء الدور على النبي موسى عليه السلام من خلال الفيلم الأمريكي "الخروج: آلهة وملوك"، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت. وأوضح متحدث باسم شركة "توينتيث سنشري فوكس"، أن السلطات المصرية قامت بحظر عرض هذا العمل، في حين أكد وزير الثقافة المصري أن المنع جاء من الوزارة نفسها وليس "الأزهر"، كون هذا الفيلم يتضمن "تزييفا للتاريخ". وامتنعت شركة الاستوديوهات التي تملكها شركة "توينتي فيرست سنشري فوكس" عن تقديم سبب لهذا الحظر، لكن مصر حظرت من قبل أفلاما كانت تجسد شخصيات واردة في الإنجيل. وأثار فيلم المخرج البريطاني الأصل ريدلي سكوت -وهو من بطولة كريستيان بيل- ضجة إعلامية مع بداية عرضه في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والمكسيك وإسبانيا، وذلك بسبب مسّه بالديانات السماوية الثلاث وتصوير الذات الإلهية وتشخيص النبي موسى عليه السلام وفق بعض القراءات. ويروي الفيلم -الذي تم تصويره في لندن وإسبانيا ومصر- قصّة خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة النبي موسى بشكل يناقض ما جاء في القرآن الكريم، وما جاء في "سفر الخروج في العهد القديم". ويتضمن الفيلم مشاهد تجسّد الذات الإلهية في صورة طفل يخاطب النبي موسى الذي جسّد شخصيته الممثل البريطاني كريستيان بيل. كما تعرض فيلم "الخروج" الذي قدرت ميزانيته بمبلغ 140 مليون دولار، لانتقادات لقيام ممثلين بيض في الأغلب بالأدوار الرئيسية، ولأنه تضمن بعض الأخطاء التاريخية. وقال وزير الثقافة المصري جابر عصفور في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تقرر منع عرض هذا الفيلم الذي يتناول هروب النبي موسى من مصر، بسبب تضمنه "تزييفا للتاريخ"، موضحا أن "قرار منع الفيلم اتخذته وزارة الثقافة ولا علاقة للأزهر به، إذ لم يتم أخذ رأيه في عرض الفيلم من عدمه"، معتبرا أن "هذا الفيلم صهيوني بامتياز، فهو يعرض التاريخ من وجهه النظر الصهيونية ويتضمن تزييفًا للوقائع التاريخية، لهذا تقرر منع عرضه في مصر". وأضاف أن الفيلم "يجعل من النبي موسى واليهود بناة للأهرامات، وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية"، مشيرا إلى أنه بعد تصريح السلطات المغربية بعرض الفيلم في بعض القاعات السينمائية بالمغرب، تقرر لاحقا منعه من العرض. وكان فيلم "نوح" عن النبي نوح عليه السلام قد منع أيضا في دول عديدة في الشرق الأوسط هذا العام بسبب تجسيده لشخص نبي.من ناحية أخرى، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر عبد الستار فتحي، أنهم تلقوا طلباً من شركة توزيع من أجل عرض الفيلم، إلا أنهم وبعد مشاهدة العمل مرتين، والاستعانة بلجنة ضمت أساتذة تاريخ وأمين المجلس الأعلى للثقافة، أصدروا توصية بمنع عرض الفيلم، وهو ما قرره وزير الثقافة. والمفاجأة كانت في أن الفيلم نفسه تم تصوير عدد من أحداثه بمصر، وهو ما يعني أنه لابد من الحصول على موافقة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ومنحها الترخيص لصناع العمل، ولكن الرقيب فسر الأمر، بكون صناع الفيلم عن طريق شركة وسيطة تسمى ب"شركة الخدمات"، قدمت طلبا للرقابة من أجل تصوير فيلم سياحي قصير عن نهر النيل، ولم تخبرهم في الطلب المقدم، أن التصوير سيكون من أجل فيلم "الخروج"، وهو ما جعلهم يوافقون ويصدرون التصريح. وقام صناع العمل بتصوير بعض المشاهد من خلال طائرة لنهر النيل، خاصة أن معظم أحداث العمل تدور في طبيعة جغرافية أصبحت مختلفة عن الوقت الحالي، وهو ما جعلهم يقومون بتصوير بعض المشاهد من أجل استخدامها في مشاهد الجرافيك. وأشار فتحي إلى كون صناع العمل لو أخبروهم منذ البداية أن تصوير هذه المشاهد سيكون من أجل فيلم "الخروج"، كانوا سيطلبون الاطلاع على السيناريو كاملا من أجل قراءته والتصريح له، وهو ما يعني أن الفيلم كان سيواجه أزمة في تصوير مشاهده بمصر، لو أن صناعه أخبروا الهيئة بالحقيقة منذ البداية. وشدد فتحي في ختام تصريحاته على كون الفيلم منع من العرض بسبب ما يحتوي عليه من مغالطات دينية، والتي كان من بينها معجزة "شق البحر"، خاصة أن الفيلم أظهرها وكأن زلزالا تسبب في شق البحر، كما تجاهلت الأحداث قدسية النبي موسى عليه السلام.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)