إلى التي انخرطت في موسم الكتابة
و أرادت تبييض أموالها بحرف الإئتمان !!!
كانت كثيرة المواعيد ، خزانتها حافلة بكل أنواع التزيّن و التبرّج ، ترشّ إبطيها العطنين بعطر جارتها الممسوخة ...تعلَّمت منها كيف تكره ...، و لكنّها ذات صباح كشفت عن وجهها الحقيقي الذي أخفته طول حياتها ، تسترق من حين إلى آخر نظرة إليه أمام المرآة التي كرهتها ، ينتابها شعور الفشل في كل مرة ، تذكرّها به هذه المرآة الملعونة ، تتزيّن ببقايا القبح ، تعشقه حتى الثمالة ، و اللعنة تلاحقها من الحدود إلى الحدود ، و لأنّها ، أحبته في الظلام و أغرته بلقائها المرتقب ،عانت كثيرا من ظلمها لنفسها ، كانت شديدة الرغبة في مواعدة كل الأشياء و ارتداء لباس العهر الذي أعياها تفصيله الحداثي و لونه المقزز ، هاتفها المتآكل جلب لها أصواتا لا ترغب فيها و وجوها أعيتها رؤيتها ، و أسماء أثقلت كاهلها ، و أشياء أخرى لم تستقم وحداتها ، كانت نحسا عليها ، يشتدّ ميلها للعبة يحبّها الأطفال ، فباتت خزانتها الأخرى مكتظة بها... ، تثيرها غيرتها من النّساء المتبرجات اللائي مسكهنّ عفن الشرّ و سقوطهنّ في شرك المتعة و اللذة ، أحببن كثيرا رؤية الرجال المنسلخين و تقليد سيرهنّ في شوارع المساكين و أكواخ البالغين و المراهقين ... تُوهم نفسها بحبّها للجمال و اختيار رجلها الحلم و كلّ الرجال حلمها ، تُكثر من العطور لتزيل الكراهية عن نفسها ، تقتحم بيوت السفر لتحجز غرفة السعادة الموهومة ، يرفضها الجالسون على أكوام الرذيلة ، يقهقهون كثيرا عندما تتصرف كالصَّبية في ملاعبة أدواتها و جمع لعبها المسروقة من أطفال الحي ، تزعجها تجاعيد وجهها رغم طلاء جارتها الحداثي...، تحبّ كثيرا رواية الفسّاق ، و يطيب لها ممارسة الوشاية بمتعة و التنقل بين جاراتها ، تنفث إليهن سمّها ، و تحدثهنّ عن سر جمال الرجال القبيح في ذاتها ، وعن فشل الأبطال الناجحين في سرّها ، و توسوس لهنّ: لم يَرِدْ قبحكن في قاموس النذالة و أُسقطت كناياتكن و استعاراتكن من قائمة الشهرة و أزقة العربدة ...، فبتن في مجاز الأشياء ، وأنّهنّ لم يفزن بألقاب تلمعهنّ في ساحة الكراهية و عشق قمم الجهالة و التطاول على محيطات الحرف كما فعلت هي ، و ليس في جعبتها غير مذكرات امرأة تآكلت ذاتها من أثر البغض و اسودّت سريرتها ، وأحست باللا جدوى في بهو امتلأت جدرانه بفسيفساء ممتعة ، تدندن في داخلها ، ترقص بفجور ، تبحث خلسة عن التفاتة منهم و منهنّ ، و لا أحد يبالي بها ، تروادها نفسها بحديث الستاتيت(*) ... سكتت دهرا و نطقت فجورا و خبالا ...!!! ... تتظاهر بالصمت دوما ، تموت في اليوم ألف مرة ، تكتم سرّها ، تتحرى الهدوء بين النساء و الرجال ككل مرة ، دفترها مكتظ بمختلف أنواع المكر و الخداع والغواية ، و صور الخبث و مراودة العابرين ، بطاقة انخراطها المزيفة لا تغادر حلمها الكابوس !!! ، يشتدّ فضولها لتكتب شيئا عن براءة الشمس و سكون النهر و اخضرار المكان ، تحاكي إبليس في دناءته و ترمي نفسها في أحضانه حتى تشهق ، يتدفق منهما شيء يشبه...؟؟؟ ، يرهقها القبض على عناوين السجلات الكبيرة و الكثيرة و تناص الأشياء ، و تصنيف حكايات المتعالين ... فتروي حكاية البهاليل و الدراويش ، التي لا يروقها إيقاعها فتظل قلقة ، تبحث عن كره تبصقه في الجرائد ، تشهره في مربعات مجهولة و ألوان قاتمة ،...، و بين الحرف و الحرف ألف زلة و زلة !!!...، أصابها الوهن و أعياها الانتظار في مسافات العتمة...!!! لم تدرك بعد ما معنى أن تقبّل شفه خبث تتقاطر عزا قديما و كرها عميقا في ساحات لفَّها الظلام منذ عهد عاد و ثمود و حمّالات الحطب ...أحيانا تتذكّر جرمها لما كانت تجوب شوارع المدينة الجميلة و كيف كانت تلوّح بيدها المشوهة لتلفت نظر المارين ، و لما يشعروا بها ، ساعتُها لم تستقر في معصمها ، تسقط أكثر من مرة في شارع الدسيسة ، تستجمع أجزاءها التي حطّمتها صلابة المكان ، ... تتطاير شظاياها ... تمتدّ في الظلام تخترق قبو المعتوهين و الذين لفظتهم قصص المغامرين و أدركهم عشاق الفتنة في زوايا الكره و مخابئ الشر و المندسين في مغاور تتهيأ لعبادة الأوثان ، فيحضر أبو جهل منبثقا من ظلمتهم الشديدة : إنّنا أحببناها كحبِّنا لهذه الخيمة التي أدركها هذا الوادي.... ، ثم شوهتها حبيبات ، اعتدن على سرقة ظلال الأحبّة ، لكنّها لا تحسن قول الشعر أو سرد حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة ولو مرة ، تبحث عن ممر قريب بلا قناع... ظنّته مسلكا للتجريب و طلبا للسلام ، فضحها صراخ الأطفال... هدّها الصمت ، أبادها أول خيط أرسلته الشمس ذات صباح...و عطر جارتها كدسته في ملابسها المتسخة....و بقي عهرها يفوح ...!!!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إهداء
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz