الجزائر

مشروع التخويف ينقلب على مهندسيه



المتأمّل للشعوب العربية من الخارج و خاصة الذي لم يَخبر عمقها يضعها جميعا في سلّة واحدة (كما يفعلون مع شعوب أمريكا اللاتينية) بيد أن الفرق شاسع بينها من منطلقات كثيرة أهمها عناصر الهوية و مقومات الشخصية.الجزائر ليست سوريا - كما قال الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى - و الذي أظف : سوريا بدأت بالورود و انتهت بالدم . في محاولته - ضمن محاولاته العديدة في تخويّف الشعب الجزائري من مغبّة الثورة على النظام ورفض العهدة الرئاسية الخامسة - فما لها سوريا ؟ و ماله الشعب السوري ؟
الجزائر تختلف عن سوريا ، و تونس تختلف عن ليبيا، و مصر تختلف عن العراق ، أي نعم و لكن في ما تتشابه كل أوطان البلاد العربية ؟ ؟
تتشابه في أنظمة متسلطة ترسم متثاقلة ، مرغمة الطريق إلى الديمقراطية بقلم رصاص أو تكتبه على الرمل و تلك حالة بتوصيف غربي امبريالي، اهتدى إلى أنّه كي يسود يجب عليه أن يدعم الأنظمة العطشى إلى التسلط و يزيّن للحكام البقاء في مناصبهم من أجل الوصول إلى الانسداد فتثور الشعوب و تعمّ الفوضى الخنّاقة و تستمر . سوريا بلد عربي، شعب مسالم دكّته الدكتاتورية و لا يختلف عنه الجزائريون في تقاسم أشكال الاستبداد حيث لم تتغيّر سوى الأسماء. طرح الحالة السورية كمشروع تخويف من مآلات الوضع في الجزائر امتحان خاسر و الخاسر الأكبر فيه سيّاسيون و قادة أحزاب و أصحاب نفوذ و متوغلون في السلطة ، الذين تمّ التغرير بهم من خلال التقارير المغلوطة و تزيّن الوضع لهم و اختصار مطالب الشعب في سكن و وظيفة شراءً للذمّة . ونظرا لتعاليهم عن الشعب لم يتفطنوا أنّ ذات الشعب الذي لا يجسون نبضه إلّا في مواعيد الاستحقاق ، و يعرفون أنّه في واد و هم في آخر و يجدون أنفسهم مرغمين على استكمال الحالة الانتخابية بتضخيم أرقام المشاركة - ذات الشعب - سُقي من العلقم و تكبد ما تكبّد وقد نهض من كبوته ،فالسقطة التي لا تكسرك تقوّيك ، و رغم أنّ أولئك المسؤولون هم أيضا جزائريون ، فأكدت الهبّة الشعبية التي انطلقت في الجزائر بسرعة البرق أنّهم لا يعرفون الشعب ، لأنّهم لم ينزلوا إليه و عاملوه معاملة الأسياد ليظل هو في الخدمة و الاستكانة ، لكن عن أيّ شعب يتكلمون ؟؟
أسقط عهدة كانت مجرّد بروتوكول في رحلة التمديد مدى الحياة ، و باقيا لها فقط القَسم كي يواصل الناهبون مهمتهم القذرة .. أقال رئيسا زيّن له محيطه فكرة التودد للشعب خامسا ، أخرج الجرابيع من أوكارها بأوّل طُعم فهلّلت السجون لنزلاء من طراز عالٍ .. قامت انتفاضة شعبية تحاول أطراف كسرها لكن كلّما اشهرت سلاحها زادت أفراد الشعب قوّة و صلابة و تضامنا وسلمية .
لا تشبّهوا الشعوب بعضها فلكل شأن يغنيه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)