مشروع إصلاح البكالوريا في مرحلته النهائية

كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط أمس، أن مشروع إصلاح امتحان البكالوريا يوجد في مرحلته النهائية، على أن تعرض جميع الاقتراحات التي تضمنها مباشرة على مجلس الحكومة للنظر فيها ومناقشتها ووضع الصيغة النهائية لها، مشيرة إلى أن مصالحها قامت بدراسة دقيقة لكل الجوانب المتعلقة بهذا الملف.بن غبريط أوضحت في ردها على سؤال «المساء»، على هامش محاضرة ألقتها أمام طلبة المدرسة الوطنية للإدارة، تحت عنوان «تنظيم وتسيير القطاعات العمومية الكبرى»، أن المشروع الذي شاركت في إعداده جميع النقابات، سيأخذ بعين الاعتبار العديد من الانشغالات لإعادة النظر في هذا الامتحان المصيري، منها تقليص أيام الامتحان إلى أقل من خمسة، كون هذه الفترة طويلة ومرهقة للممتحنين، حسب المتحدثة، التي أكدت أنه تم اقتراح مع الشريك الاجتماعي، اعتماد المراقبة المستمرة على التلميذ المقبل على هذا الامتحان، وإعطاء الأهمية للمواد المرتبطة بالتخصص.
وفي هذا الصدد، ذكرت ممثلة الحكومة، أن مصالحها قامت من خلال مجموعة من المفتشين والأساتذة، بدراسة تحليلية لكل أوراق الامتحانات، لمعالجة الأخطاء والتكفل بها تدريجيا وإعطاء البديل، مع تحديد ثلاثة مستويات، هي أول، ثاني وثالث في مواد اللغة العربية، الرياضيات والفرنسية لتحديد مواطن الضعف لدى التلاميذ، معتبرة أن هذه الدراسة التي تمت بمشاركة مخابر البحث العلمي في الجزائر، هي الأولى من نوعها في الوطن العربي.
وبخصوص الدروس التي فاتت بعض التلاميذ نتيجة لاضطرابات بمؤسستهم خلال الفصل الأول من الموسم الدراسي، أوضحت الوزيرة أنه سيتم استدراكها خلال الأسبوع الأول من العطلة الشتوية التي ستنطلق الأسبوع المقبل، حيث تبقى أبواب المؤسسات التربوية مفتوحة، سواء بالنسبة لأقسام الامتحانات الرسمية أو باقي الأقسام.
من جهة أخرى، أكدت بن غبريط في ردها على أسئلة بعض طلبة المدرسة الوطنية للإدارة، أنه لا تراجع عن مبدأ مجانية الإطعام المدرسي، رغم أن بعض الأولياء يمكنهم المساهمة في دعمه، وذلك كون الأخير يعتبر مبدأ سياسيا وله طابع اجتماعي محض «لن تتراجع عنه السلطات رغم سياسة التقشف التي اعتمدتها».
كما عرجت المتحدثة في محاضرتها، على الأشواط التي قطعها قطاع التربية والتحديات التي يواجهها، مشيرة إلى أنه تخطى إشكالية الكمية، ويسعى حاليا إلى تحقيق النوعية في خلال اعتماد التكوين، وإعادة النظر في مسألة البيداغوجية. مشيرة إلى مختلف الورشات التي تمت مباشرتها لرفع المستوى، خاصة فيما تعلق بالانخفاض المستمر في الرياضيات واللغات الأجنبية، والعربية التي تعرف خلطا كبيرا بين المنطوق والمكتوب نتيجة لأسس تعلم اللغة العربية التي كانت غائبة في هذا القطاع الذي يعد الأول من حيث المصاريف، مثلما ذكرت الوزيرة التي قدمت كل الأرقام الخاصة به، منها عدد التلاميذ الذي يصل إلى حوالي 9 ملايين تلميذ و700 ألف موظف و50 مديرية تربية و27 ألف مؤسسة تربوية، 70منها هي مدارس ابتدائية.