الجزائر

مشاهدة أفلام العنف خطر على الأطفال



كثرت في الآونة الأخيرة حوادث الانتحار لدى فئات الأطفال والتي يرجعها الكثيرون إلى التسرب الدراسي الذي يواجهه الطفل بوضع حد لحياته وتسبيق معاقبته لنفسه معاقبة قاسية قبل معاقبة الأولياء، إلا أن دوافع الإقبال على تلك الأفعال والممارسات الخطيرة تتفرع إلى عدة فروع على غرار حب التقليد بعد الإقبال الكبير للأطفال على مشاهدة أفلام العنف وكذا بعض القنوات التي اختصت في الرياضات القتالية والتي تعرض مشاهد عنيفة لا يتحملها الكبار فما بالنا بالصغار، بعد أن صارت الأقمار الصناعية بابا مفتوحا على تلك القنوات التي تصل إلى البيوت بكل مال تحمله من أخطار في حال عدم الانتقاء الجيد للقنوات والتمييز بين ما هو إيجابي وسلبي·خ· نسيمة
صار الإقبال كبيرا للأطفال على مشاهدة بعض القنوات المحظورة عليهم ويسيرون في ذلك على درب أوليائهم على غرار القنوات التي تعرض أفلام الرعب وتعرض مشاهد العنف والقتل، إلى جانب بعض القنوات التي اختصت في الرياضات القتالية العنيفة والتي تعد نتائجها هي الأخرى وخيمة على سلوكيات الطفل·
حتى منهم من تناسى واجباته الدراسية في ظل شغفه بمتابعة البرامج على تلك القنوات التي اختصت في العنف مما أدى إلى تميز العديد من الأطفال بنزعة الانتقام من خلال سلوكياتهم على مستوى البيت بل منهم من راح إلى تقليد البطل فوضع حدا لحياته·
في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأولياء من أجل الوقوف على تلك الظاهرة الجديدة التي باتت تغزو الأسر الجزائرية وأدت إلى إفراز العديد من الإفرازات السلبية على كل الأسرة بوجه عام، فوقفنا على المشاكل الكبيرة التي تتخطاها الأمهات بعد إدمان الأطفال على مشاهدة التلفاز على حساب دراستهم ولو كانت قنوات خاصة بفئاتهم على غرار قنوات الرسوم المتحركة والقنوات المعرفية لهان الأمر، وإنما راحوا إلى متابعة قنوات تكبر سنهم بكثير وتعد خطرا حتى على الكبار من ذوي الإحساس المرهف إلا أنهم تخطوا كل ذلك وراحوا إلى تحدي الكبار بمشاهدة تلك القنوات التي اختصت في العنف والدمار·
منهم إحدى السيدات التي قالت إن ابنها البالغ من العمر 13 سنة أدمن على مشاهدة القناة التي تعرض تلك الرياضة القتالية الخطيرة (الكاتش) وانقلب ذلك الإدمان على طباعه ومزاجه حتى أنه أصبح يستعمل تلك الحركات مع إخوته تقليدا لما شاهده في تلك القنوات، وباتت سلوكاته تطبعها العدوانية بالبيت مما أدى بها _تضيف- إلى مراقبته الدائمة خوفا من تطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، لتضيف أنها مهما فعلت معه فهو يغافلها ويذهب إلى مشاهدة تلك الرياضات العنيفة التي أضحت كالدماء الجارية في عقله وهي تفكر مليا في إلغائها·
نفس ما بينته سيدة أخرى التي قالت إن ابنتها أدمنت على مشاهدة أفلام الرعب وترى أن السبب هو أبوها المدمن على تلك الأفلام واحتكاكها دوما به وتواجدها معه جعلها تدمن هي الأخرى على تلك الأفلام، وقالت إنها متخوفة جدا من تأثير تلك المشاهد على سلوكياتها·
لتعميق الموضوع أكثر اقتربنا من الأخصائية النفسية (ج سليمة) التي قالت إن العنف المنتشر في المدارس وفي الشارع وحتى في الأسر يعود إلى تأثير تلك القنوات على فئات الأطفال، فهي قنوات لا تخصهم وتنعدم فائدتها من جميع الجوانب ولابد من توجيههم إلى تلك القنوات المفيدة في تعلمهم والخاصة بهم التي تزيد من اتزان سلوكهم وكذا من معارفهم العلمية، وحثت الأولياء على ضرورة إبعاد أبنائهم عن تلك القنوات التي تتعدد سلبياتها على فئاتهم وتنعدم فوائدها·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)