تقع دائرة حاسي مسعود على بعد 80 كلم جنوب عاصمة الولاية ورقلة. وتزخر المنطقة بمشاعل النفط، المنشآت البترولية بمنطقة الغرال، قاعدة إيرارة، قاعدة 24 فيفري، الحدوزة، حمام بركان وعين الطيبة. كما تُعتبر الآبار الرعوية القديمة معالم تاريخية، إلى جانب تواجد المواقع السياحية التي أهمها برج بالحيران الفرنسي المسمى فور لالمان وكذا البئر التاريخية التي سميت المنطقة باسمها. تعود تسمية حاسي مسعود القطب الاقتصادي الهام في بلادنا، حسبما أفاد به رئيس مكتب السياحة والإحصاء بمديرية السياحة بولاية ورقلة السيد محجوبي العايش، "المساء"، إلى الشيخ روابح مسعود بن الحاج رابح بن عميرة من أصل شعانبي، وُلد عام 1875 بضواحي ورقلة، وكان يتنقل من منطقة إلى أخرى بحثا عن المرعى، وفي كل منطقة يستقر بها يحفر بئرا للاستفادة منها وكل عابري السبيل.وعند حفره البئر لاحظ أن لون التربة متغير عن العادة، وبعد ما تذوق الماء وجد أن مذاقه ورائحته تختلف عن كل مذاق للماء الشروب، فراجت هذه العبارة حتى وصلت آذان السلطات الفرنسية الاستعمارية، التي اهتمت بهذا الأمر واتجهت إلى المكان آخذة ما وجدت فيه، وحوّلته إلى أحد مخابرها المتخصصة لتنظر في الأمر لاحقا، وسموه بئر مسعود سنة 1917، ومنذ ذلك الوقت سميت المنطقة باسمه حتى يبقى اسمه راسخا. و«بئر" باللغة المحلية هي "حاسي"، وتحولت المنطقة إلى قطب صناعي بعدما اكتُشف البترول في 1956.القلب النابض للصناعة البترولية ومنطقة سياحية بامتيازتوجد بحاسي مسعود العديد من الشركات الأجنبية؛ ما يقارب 4 آلاف أجنبي في الشركات للتنقيب عن البترول؛ حيث يوجد بالمنطقة أزيد من 6 آلاف بئر في حوض حاسي مسعود القلب النابض لصناعة المحروقات. وبغضّ النظر عن أنها منطقة صناعية بترولية فهي منطقة سياحية بامتياز؛ نظرا للعديد من المقومات السياحية المتواجدة بها؛ من تراث مادي ولا مادي وتقاليد أهل الشعانبة، التي أدت إلى مزيج سياحي متنوع محلي. كما تتنوع المنطقة من سياحة صحراوية مثل الكثبان الرملية وبحيرات مثل عين الطيبة المتواجدة على بعد 200 كلم من حاسي مسعود، وكذا توجد العديد من الآثار القديمة والبئر التاريخية التي تحكي منطقة بكاملها في القرن الماضي.مشاريع واعدة في الاستثمار السياحيتحتوي منطقة حاسي مسعود على عدة مرافق سياحية وفنادق ومطار دولي ومنشآت صناعية بترولية إلى جانب مستثمرات فلاحية، حيث كشف المتحدث أن 4 فنادق مصنفة توجد بحاسي مسعود، منها فندق زيد وفندق بترولي وفندق ريمول، إلى جانب مجموعة كبيرة من قواعد الحياة "الكاترينغ"، وهي شركات الإيواء والإطعام الخاصة بعمال الشركات، مضيفا أن 10 فنادق سوف تنجَز، ومن شأنها تخفيض نسبة البطالة بالمنطقة، وهي بطاقة استيعاب كبيرة من ناحية الأسرة التي تتوفر عليها، منها فندق ضخم من 5 نجوم، الوحيد على مستوى حاسي مسعود، حيث وصلت الأشغال به إلى 80 بالمائة، يحتوي على 152 غرفة، 8 فيلات، مركز تجاري، قاعتين متعددتي الخدمات بسعة 400 مقعد وإدارة.ويتربع الفندق على 60 ألف متر مربع. انطلق المشروع في 2001 إلى غاية 2003، ثم تجمّد إلى غاية 2012؛ ففي سنة 2011 صدر مرسوم خاص بمشاريع منطقة حاسي مسعود، وبعد موافقة استثنائية للجنة انطلق المشروع من جديد. "المساء" تحدثت مع صاحب المشروع السيد بن نيس حكيم، الذي كشف أن المشاورات جارية مع 3 شركات، وهي لبنانية، جزائرية وإيطالية لإتمام المشروع؛ حيث تم تقديم دفتر الشروط في انتظار إبرام الصفقة. وسيتم إنجازه في مدة تتراوح بين 8 أشهر و12 شهرا، هذا الفندق الذي قُدرت تكلفته ب 500 مليار سنتيم بمساهمة 35 بالمائة من طرف صاحب المشروع والباقي بمساهمة البنك الخارجي، سيشغّل 200 يد عاملة. كما تم فتح فندق "زيد" في سنة 2013 لأحد الخواص، وهو يحتوي على 63 غرفة متنوعة ب 100 سرير، مطعم، قاعة للرياضة، صونا، حمام بخاري وجاكوزي، ويشغّل 40 عاملا.الفلكلور والأكلات الشعبية ثقافة أهل حاسي مسعوديمتاز ناس حاسي مسعود بإكرام الضيف وتقديم لبن الماعز وحليب الناقة وكذا الأكلات الشعبية من مردود، خبز الملة والرفيس. أما الفلكلور المحلي الذي يختص به سكان المنطقة في الأعراس فهو شعر بدوي ملحون وأهازيج شعرية للنساء تسمى "التريميد"، إلى جانب رياضة سباق المهاري. ونشير إلى أنه تم تأسيس جمعية الديوان البلدي للسياحة بحاسي مسعود في جانفي 2015، وتم اعتمادها بوصل تسجيل التصريح لهذه الجمعية المحلية ذات الطابع السياحي في إطار ترقية الأعمال السياحية بالبلدية، ومساعدة السياح وتقديم المعونة لهم، وتنظيم زيارات أو رحلات سياحية للتعرف على المواقع السياحية، والمساهمة في حماية المواقع السياحية والممتلكات التاريخية وكذا الحفاظ على التقاليد والفنون الشعبية إلى جانب المشاركة في التنشيط الفني والثقافي المحلي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/03/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وردة زرقين
المصدر : www.el-massa.com