أكّد المشاركون في الندوة الإقليمية حول النهوض بالنساء العالمات، أن الجزائر قطعت أشواطا في تعزيز دور المرأة ومساهمتها في الحركية الاقتصادية والأكاديمية وتطوير معارفها في ميدان العلوم والتكنولوجيات الحديثة مقارنة بالدول العربية والإسلامية الأخرى، غير أن مشاركة المرأة العالمة في مجال البحث والتطوير يبقى ضعيفا نتيجة لعوامل عدة أهمها صعوبة وصولها إلى مناصب القرار في مؤسسات البحث والتنمية.في هذا الإطار، تطرّقت المديرة العامة للوكالة الوطنية، لتقييم نتائج البحث العلمي والتطور التكنولوجي، جميلة حليش، ممثلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي غاب لظرف طارئ، إلى المكانة التي أحرزتها المرأة في الجزائر، لاسيما في الحياة السياسية ما أهلها اليوم لأن تتبوأ مواقع القرار، حيث تتواجد في الطاقم الحكومي وكذا ب 30% في البرلمان ناهيك عن كونها مسؤولة في مديريات ومعاهد وجامعات البحث.وتأسفت حليش خلال الندوة التي نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، لضعف نسبة النساء العالمات ببلدان المنظمة، هذه الفئة التي غير معروفة وتعاني من التهميش بسبب الاستغلال غير العقلاني ببلداننا لهذه الكفاءات النادرة لاسيما ما تعلق بالآثار المترتبة على المهارات العلمية للمرأة، ما يفرض تعزيز مساهمة النساء في العلوم والتكنولوجيات والابتكار ورفع التوظيف والترقية والاعتراف بالمرأة في الوظائف العلمية والتقنية، غير أن المقاولاتية تبقى مسألة اجتماعية واقتصادية بالجزائر.من جهتها، شدّدت رئيسة كرسي الإيسيسكو للمرأة في العلوم علوم والتكنولوجيا، فريدة خمار، على ضرورة تعزيز مساهمة المرأة في المجالات العلمية لأنه بإمكانها لعب دور ريادي في هذا المجال خاصة وأن العنصر النسوي في الجزائر معروف بتواجده القوي في مجال العلوم الطبيعية والإنسانية، ومع ذلك ما تزال ممثلة تمثيلا ضعيفا في الإعلام الآلي ،علوم الفيزياء، أوفي البحوث الزراعية ناهيك عن عدم إحرازها نفس التقدم في العلوم التطبيقية كما فعل الرجال.وأشارت خمار، أن الحكومات تتحمل مسؤولية ضمان الأولويات الوطنية والدولية للبحث والابتكار، من ثم يتعين على صناع القرار تركيز جهودهم على المحتوى العلمي وتطبيقاته كون أن تعزيز مشاركتها في العلوم والتكنولوجيات والابتكار لا يساهم فقط في النمو الاقتصادي بل يضمن المنتوجات والتطبيقات الجديدة التي تلبي احتياجات كلا الجنسين.وفي المقابل، قالت الخبيرة وممثلة الإيسيسكو، عائشة بامون، أن المرأة العالمة في الجزائر قطعت مسارا طويلا جعلتها تحتل مكانة مرموقة، إلا أنه لم تعط لها الفرصة لتثبت نفسها ومساهمتها من خلالها فرض تواجدها في مواقع القرار حتى تساهم في كل المجالات، لأنه من الواضح أن هناك الكثير من الإمكانيات التي لم تستغل.وحسب بامون، يتعين إعادة النظر في الاستراتيجيات الوطنية والاعتراف بالمرأة في الوظائف العلمية والتقنية، لاسيما المرتبطة بالابتكار، خاصة وأن هناك عددا كبيرا من النساء العالمات اللاتي نجحن في البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، إضافة إلى كونهن جزءا مهما من أصحاب الشركات.بدوره قال علي بن زاغو عميد جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، أن الجامعة تحصي عددا كبيرا من النساء برتبة بروفيسور والحاصلات على شهادة دكتوراه، ما يؤكد أن الأمور تغيرت ومساهمة المرأة في مجال البحث العلمي تتعزّز في كل مرة بعدة دفعات.للإشارة، تهدف الندوة المنظمة إلى تشجيع السياسات المؤدية لتقدم إدماج النساء العالمات وتعزيز دور المرأة في التنمية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية، وتمكينها من ممارسة النشاط العلمي في بيئة مواتية والسماح لها بالمساهمة في عملية صنع القرار بما فيها التخطيط الوطني.يضاف إلى ذلك، تعزيز التعاون والتنسيق لتنفيذ القرارات والاتفاقيات التي صادقت عليها الحكومات فيما يتعلق بدور المرأة في العلوم والتكنولوجيا، وإقامة تعاون وتنسيق وثيقين بين المؤسسات الإسلامية والدولية لتوفير فرص على أساس المساواة بين الرجل والمرأة في مجالات الإبداع والابتكار العلمي.وفي المقابل، ينتظر أن يخرج المشاركون بتوصيات ونتائج تحثّ الأكاديميات على القيام بدور قيادي في إدماج المرأة في مجال العلوم، وضمان مشاركة المرأة العلمية في جميع المستويات البحثية لتأثيرها على التقدم العلمي، ناهيك عن توسيع العضوية لمزيد من النساء العالميات لتعزيز دورهن باعتبارهن الممثل الرئيسي للعمل الأكاديمي في المجتمع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعاد بوعبوش
المصدر : www.ech-chaab.net