تحكي تلمسان عبر مسيرتها التاريخية حضارة مزدهرة رسخت آثارها إلى يومنا هذا عبر ما تزخر به من معالم و حرف تقليدية ترجمت بصدق المواصلة التاريخية، و مايبرز ذلك هو تلك المساحات النشيطة المتواجدة بها،على غرار المساجد التي تلعب دورا هاما في الحفاظ على ارثها وحضارتها ومن ثم جلب الزوار نحوها، مسجد أبي الحسن التنسي واحدا من بين هذه الفضاءات الذي يعود بنائه إلى إحدى الحقب التاريخية المؤرخة لفترة الزانيين، بني على يد أبي سعيد عثمان ابن مؤسس الدولة الزيانية "يغموراسن ابن زيان"، و قد سمي بمسجد أبي الحسن التنسي نسبة للعالم الذي كان يدرس فيه." الجزائر الجديدة" و في إطار تغطيتها لفعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، اغتنمت فرصة تواجدها بالمنطقة لزيارة المسجد الذي أبهرتنا بمجرد ولوجنا بابه، زخرفته التي كشف مرشدنا " بن قدور حسين"، على أنها زخرفة جصية هندسية كتابية تعود لفترة بنائه"1296"، مصنف كمسجد أزقة مربع الشكل، يتضمن ثلاث أساكيب و ثلاث بلاطات، به أعمدة رخامية، أما بالنسبة لبابه الأصلي فقد كان اتجاه المحراب إلا أن الإستعمار الفرنسي غيره نحو الساحة العمومية، أما مئذنته فهي شبيهة بمئذنة الكتيبية بمراكش، كما أن محرابه شبيه بمحراب قرطبة من ناحية دقة زخرفته، حيث يعتبر من أروع المحارب في المغرب الإسلامي، فهو محراب ذو خمسة أضلاع يتكئ على عمودين، زخارف قبته المقرنصة تشد أنظار كل زائر، و تعلو هذه القبة قبيبة ذات أخاديد به بائكة صماء تعلوه أقواس مفصصة متجاوزة، فيه حزام من الزخرفة الكتابية يمثل آية قرآنية، هناك فوق المحراب نصادف ثلاث شماسيات، أما المسجد عموما فيحوي ثماني شماسيات دائرة حوله.
مسجد أبي الحسن التنسي الذي تعرض إلى حريق بعد تحويله أثناء الفترة الإستعمارية إلى اسطبل ليصبح متحفا سنة 1902، و بعد استقلال الجزائر أخذ شكله الأول كمسجد، يصبح اليوم، بعد انطلاق فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 متحفا دائما يضم مخطوطات جلبت من جميع الزوايا خاصة منها زاوية الهامل، و الزاوية الحملاوية .
مليكة.ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/06/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz