يري الكاتب اللبناني كريم مروة، صاحب مؤلف ''قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين''، الصادر عن ''الدار العربية للعلوم ناشرون'' اللبنانية، أن اختياره للراحل أحمد بن بلة كقائد ثورة الجزائر رمزي، لكن في مضمون الكتاب ذكّر بالكثيرين من قادة الثورة الجزائريين. وبالمقابل علّق على مستقبل الثورات العربية بأن البديل ليس واضحا، الأمر الذي جعل التنظيمات الإسلامية
تملأ الفراغ، وهي بدورها لا تملك برنامجا لإقامة نظام ديمقراطي.
كيف جاءت فكرة كتابك ''قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين''؟
جاءت فكرة الكتاب على الفور بعد خروج الشباب في تونس ومصر في شكل انتفاضة، تحوّلت إلى ثورة لإسقاط الأنظمة المستبدة بالبلدين، ثم إلى ثورة عربية شملت عددا من الدول الأخرى، ليبيا، اليمن، سوريا، البحرين والبقية ستأتي. ولست أنا الذي أحدّد بل أصحاب القضية الذين يعانون من الاستبداد، ويرون أن عليهم أن يتحركوا.
لقد استوحيت فكرة كتابي من هذه الثورات، والهدف هو أن أذكر شباب الثورات العربية بأن ثوراتهم لم تأت من فراغ، لأن التاريخ السابق حافل بالثورات، ولكن ليس المهم في الثورة رفع الشعارات فقط، بل وجب أن تتوفر لدى الثوار المعرفة الحقيقية لواقع بلدانهم، ومعرفة كيفية الخروج من هذا الواقع إلى مستقبل أفضل، لذلك استحضرت 37 قائدا كبيرا من قادة ثورات القرن، لأخبرهم كيف قامت هذه الثورات، وبأي شروط، وتحت أي شعارات، ولأجل أي أهداف، وماذا حققت من إنجازات وما عجزت عن تحقيقه، وصولا إلى الفشل، على رأسها الثورة الاشتراكية.
وما الرسالة التي أردت تمريرها لشباب هذه الثورات العربية؟
أردت أن أذكّر شباب الثورات العربية بأن عليهم أن يدرسوا تاريخ هذه الثورات، لكي يأخذوا منها ما هو عظيم من أهداف وإنجازات، وأن ينتبهوا إلى ضخامة الخلل الذي طالها وسبب فشلها ولو بعد حين. الغاية الثانية من قراءتي للثورات العربية، فلأنها جاءت تحت شعارات بسيطة دون إيديولوجيات أو خلفيات حزبية ونمت تحت ضغط القهر، الذي مورس على الشعوب في ظل أنظمة الاستبداد، وبهذا المعنى فالجزء الثاني من الكتاب مكرّس لهذه القراءة، فهذه الثورات عفوية مع شيء من الوعي بضرورة الخلاص من القهر، أما عفويتها فتتمثل في عدم معرفة أين يتجهون إلى المستقبل.
إذن في رأيكم الثورات العربية لم تحقق أهدافها؟
لقد ظهر هذا بعد أن تم التخلص من نظام حسني مبارك وبن علي والقذافي، فالمستقبل البديل ليس واضحا، الأمر الذي جعل التنظيمات الإسلامية تملأ الفراغ، وهي بدورها لا تملك برنامجا لإقامة نظام ديمقراطي، وهذا يشكل خطرا على المستقبل. لكن مع ذلك فأنا متفائل، لأن هذه الثورات حققت إنجازا تاريخيا بإزاحتها لأنظمة الاستبداد.
لقد ذكرت في كتابك بن بلة كقائد للثورة الجزائرية، رغم أن هناك الكثيرين ممن سبقوه؟
في الحقيقة جميع القادة الذين استحضرتهم في الكتاب هم رموز فقط، وليسوا الوحيدين من لينين إلى ياسر عرفات. جاء الحديث عن بن بلة باعتباره واحدا من القادة الثوريين الذين ساهموا في بناء وقيادة الثورة الجزائرية، لكنه ليس الوحيد بالتأكيد، وأضفت إليه فرانز فانون، الذي أراه فيلسوف الثورة الجزائرية، فكل كتبه عن الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مسعودة بوطلعة
المصدر : www.elkhabar.com