الجزائر - A la une

مساكن تراثية عرضة للانهيار بتيميمون



مساكن تراثية عرضة للانهيار بتيميمون
لطالما اعتُبر الطابع العمراني لمدينة تيميمون، نقطة جذب للسياح وعلامة فارقة يتطلّع الزوّار لمعانقة الجمال فيها وملامسة الأصالة المنبعثة منها، وشدّت البنايات العتيقة في قصور الواحة الحمراء وجلبت الاهتمام، لكن أصبحت العكس تماما اليوم، إذ أصبحت السكنات مهددة لقاطنيها وقد تسقط فوق رؤوسهم في أي لحظة بسبب عجز الجهات المختصة عن التكفل بها.يتفاجأ السياح القادمون من شتى دول الاتحاد الأوروبي في زيارتهم للقصر العتيق للمدينة الحمراء لحجم التغيّر الذي تشهده المنطقة في شكلها الجمالي، حيث تغيرت الكثير من الملامح، فضلا عن القصر العتيق بصفته أقدم مكان تتجلى فيه الحضارة القديمة لسكان الجهة، أين كانت تصطاف البنايات الطينية المتراصة والبيوت في تماسك كبير، والهندسة العمرانية الفريدة في طابعها العربي المتمازج مع البناء السوداني .وقد أدى زحف الإسمنت على البناءات الطينية إلى تغيير منظر وأشكال هذه الأخيرة التي لم تعد تقوى على الصمود أمام العوامل الطبيعية خاصة الأمطار التي عجّلت بانهيار المساكن الطوبية للمواطنين الذين هربوا من أغلبها مما جعلها نقطة سلبية شوهت وجه المدينة السياحية.والمؤلم في القضية أن البناءات الجديدة ذات الطابع العصري بددت كذلك جزءا من التناسق الجميل الذي كان يطبع الأحياء العتيقة، حيث أسهمت البرامج الموجّهة للسكن الهش والبناء الريفي بشكل كبير في هذه الظاهرة، كما شكّل الفراغ القانوني بخصوص المحافظة على الإرث الثقافي المادي المتمثّل في البنايات الطينية، دافعا مهما لتغيير النمط وتشويه التناسق بين جزئيات المباني ولو أن اللوم لا يقع على المواطنين، بحيث لا تتوفر لديهم سُبل أخرى لترميم بناياتهم السكنية القديمة والتي تحتاج إلى مهارات وهندسة، فإن العديد يتهمون السلطات المحلية بعدم مساعدة هؤلاء في إجراء ترميمات، تحت إشراف وزارة الثقافة وفق نظام عمراني مشابه للذي كان من ذي قبل.وكان سكان المدينة قد استبشروا خيرا في وقت سابق، بإعلان افتتاح المركز الجزائري للتراث المبني بالطين كخطوة من شأنها إعادة الاعتبار لهذا التراث المهدد بالزوال، غير أن لا جديد يذكر لحد الساعة.وقد عبّر مجموعة من المواطنين في وقت سابق ل"الشروق" عن سخطهم جرّاء إهمال السلطات لطلباتهم الكثيرة للنظر بشأن سكناتهم التي تكاد تسّاقط على رؤوسهم منتظرين تدخّل الجهات المعنية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)