الجزائر

مسؤولان فرنسيان في الجزائر ومدلسي في العاصمة الفرنسية إصلاحات بوتفليقة وانتخابات ساركوزي تحرك المياه الراكدة بين الجزائر وباريس



بينما يروج مراد مدلسي، أمام نواب البرلمان الفرنسي، يوم الأربعاء، لـ''إصلاحات بوتفليقة''، التي يبدو أنها لم تقنع شركاء الجزائر في الاتحاد الأوروبي، يتنقل كلود غيان، وزير داخلية ساركوزي، بـ''ورقة طريق'' نحو انتخابات الرئاسة، فيما يشبه ''المصلحة المشتركة'' التي حركت فجأة زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين.
يصل وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، الأربعاء القادم، بعد أن استقبل نهاية الأسبوع الأمين العام للخارجية الفرنسية، إلى باريس لإجراء مباحثات مع نظيره الفرنسي، آلان جوبيه، قبل أن يلقي خلال زيارته بيانا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، حول مسار الإصلاحات في الجزائر، التي أعلن عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أفريل الماضي، في محاولة لإزالة ''تردد'' الفرنسيين إزاء الإصلاحات السياسية في الجزائر، إثـر ردود فاترة من كبرى العواصم الغربية تجاهها.
ولعل ''حاجة'' الجزائر للترويج لمخططها السياسي وسط موجة ''ربيع عربي'' تشتغل الخارجية الفرنسية على دعمها، تكون وراء تحرك الزيارات من وإلى العاصمتين لكبار المسؤولين في أقل من أسبوع واحد، تسمح فيها باريس للجزائر ببعض من وقت نواب البرلمان، علهم يقتنعون بجدية الإصلاحات السياسية ''المتعثرة'' في الداخل الجزائري، فيما تستمع الجزائر ''باهتمام'' لورقة طريق يحملها وزير الداخلية كلود غيان بداية من اليوم، تتصل بمشروع ''اليمين'' الذي يمثله الرئيس نيكولا ساركوزي لانتخابات الرئاسة في .2012
وتعثـرت الزيارات الرسمية المتبادلة بين الدولتين بشكل واضح في السنوات الثلاث الأخيرة، وتحفظت الجزائر على استقبال وزير الخارجية السابق، برنار كوشنير، ما دفع ساركوزي للجوء لورقة قديمة ممثلة في الوزير الأول السابق، جون بيار رافاران، الذي زار الجزائر أكثـر من ثلاث مرات، استطاع خلالها تمكين الحكومة الفرنسية من امتيازات اقتصادية دون الخوض في ملفات سياسية عالقة، وبعدها طرحت الجزائر الحل ''الشامل'' الذي يتوسع للسياسة والعلاقات الدبلوماسية.
ومن الواضح أن ساسة الجزائر في حاجة لتزكية غربية لحزمة الإصلاحات السياسية، ولو كان ذلك عبر بوابة فرنسا، على حساب الساحة الحزبية الداخلية التي يعتقد جزء كبير منها أن الإصلاحات ''انحرفت'' عن مسارها الأول، ولعل القول الشهير لآلان جوبي قبل أشهر لما استعمل مصطلح ''يجب'' في دعوته للحكومة الجزائرية بمزيد من الإصلاحات، بعثت ''الريبة'' لدى أوساط رسمية رغم ترويجها في الخطاب المستهلك داخليا لعدم حاجتها لأي نوع من الوصاية الفرنسية.
وبدورها ترغب الحكومة اليمينية التي يمثلها ساركوزي، بالمقابل، في إشارات جزائرية قد تزيد من الحظوظ الوافرة أصلا للرئيس الفرنسي في تمديد فترة حكمه لعهدة ثانية في انتخابات الرئاسة العام القادم، وأقصى ما يتمناه غيان أن ''تغض'' الجزائر الطرف ولو لحين، عن ملفات تخص قضايا الهجرة، ويقود غيان خطة إدارية بأبعاد سياسية تتعلق بطرح شروط التجنس، فضلا عن وضعية المهاجرين، ومنهم المهاجرون غير الشرعيين، حيث تطمح الخطة لطرد ما لا يقل عن 30 ألف مهاجر سنويا، مع تشديد إجراءات استقبال الأشخاص.
وبذلك تراهن الحكومة على أداء مدلسي في البرلمان الفرنسي، في نقل وجهة نظر الجزائر إزاء جملة من القضايا الداخلية، بما يعطي انطباعا بأن ما يجري في الجزائر إصلاحات جدية جاءت نتاجا للظروف الداخلية وليست وليدة تطورات إقليمية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)