سؤال التراث ما إذا كان عاملا أو مثبطا نهضويا، يكاد يختزل كل صفحات وفقرات الفكر العربي الحديث والثاني المعاصر على حد سواء، فسؤال النهضة هو سؤال التراث، بل اتجاهات الفكر العربي الحديث ومشاريع الفكر العربي المعاصر هي فقط مواقف متباينة من مسألة التراث: فمن رافض له معتبرا اياه معيقا نهضويا داعيا إلى افراغ الحلول النهضوية منه، إلى فارض له كحل نهضوي وأساس لهندسة غد عربي أفضل.
غير أن الفوارق بين هذه الاتجاهات والمشاريع ليست على مستوى ما يتخذ من موقف من التراث، بل كذلك على مستوى طرح مسألة التراث، ولعل هذه الفوارق تكون هي الأعمق، بل هو الفارق الأساسي بين ما يصنف كفكر عربي حديث وبين ما يصنف كفكر عربي معاصر، فالفارق ليس زمنيا فقط بل ابستمولوجيا، ففي الوقت الذي طرح فيه سؤال التراث في الفكر العربي المعاصر طرحا ايديولوجيا اصلاحيا عل شكل اجابات عن سؤال "شكيب أرسلان": لماذا تخلف العرب وتقدم غيرهم؟ طرح سؤال التراث في الفكر العربي المعاصر طرحا معرفيا نقديا على شكل اجابات لتساؤل الماركسين العرب المعاصرين: تراثنا كيف نعرفه؟
فماهي تجليات الطرح الايديولوجي لمسألة التراث في الفكر العربي الحديث؟ وما هي تجليات الطرح المعرفي في الفكر العربي المعاصر؟ وهل تكون بنية الطرح هي ما يصنع الفرق؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عياد احمد
المصدر : مجلة النقد الثقافي Volume 1, Numéro 1, Pages 11-20 2013-10-01