مسألة البترول والثورة الجزائرية

ظلّت مسألة البترول تثير اهتمام السلطة الفرنسية،نظرًا لأهميتها الإستراتيجية بالنسبة لمستقل الجزائر،وكذا السياسة الفرنسية و الرهانات الاقتصادية العالمية ،بل بالنسبة للوحدة المغاربية وعليه تطرح عدّة أسئلة ذات أهمية بالغة :ما هو موقف الثورة الجزائرية من اكتشاف البترول في ايدجلي وحاسي مسعود عام 1956 ؟ هل كان اكتشاف البترول عاملاً محفزًا على استقلال تونس و مراكش (المغرب )،أم العكس ،كان عائقًا شجع الاستعمار للتفكير في استعمال سلاح البترول للضغط على دول المنطقة ؟ وما هو موقف الدول المغاربية المستقلة من مشاريع فرنسا ؟ خاصة فيما يتعلق بأنابيب نقل البترول الخام ؟
اعتمدنا في الإجابة على هذه الأسئلة على مصادر منها:جريدة"لابريس"(La Presse)التونسية ،وجريدة" آفاق صحراوية" المغربية ،التي أسسها علال الفاسي، واللسان الناطق للثورة الجزائرية "المجاهد" (El moudjahid)،إلى جانب النصوص الفرنسية خاصة"مشروع قسنطينة"وتلك التي اهتمت بالموضوع والتي روجت شعارات" سياسة الأوروافريقية،"البترول سيدفع ثمن سياسة الاندماج"،"الاستيطان في الشمال مستحيل،لكنه يمكن أن ينجح في الجنوب" أو "حرب الجزائر مربحة على المدى البعيد بفضل البترول" !
غير أن الذي نؤكد عليه في هذا المجال،هو ضرورة أخذ بعين الاعتبار مسألة البترول" في كتابة تاريخ ثورة،لأنها تمثل حلَقَة سياسية واقتصادية هامة جدًا،خاصةً إذا علمنا أن الأقلام الفرنسية التي لا يمكن وصفها كلها"بالأمينة"،قد شرعت في السنوات الأخيرة في الكتابة حول هذا الموضوع الشائك.
ارتبطت الصحراء بشمال الجزائر منذ القدم،ارتباطها ظلّ وثيقًا مع المقاومة الشعبية للغزو الفرنسي، ثم مع الحركة الوطنية الجزائرية الحديثة، حيث نسجل 35 مناضلاً وطنيًا بارزًا في الفترة 1926-1954 ،كان أصلهم من الصحراء .وبرز بشكل مثير عدد منهم أثاء الثورة ،أمثال:شعباني، سعد دحلب،سي الحواس ...وغيرهم ،هذا الأخير الذي تولى قيادة الولاية السادسة في جويلية 1958 . ثم أن الثورة الجزائرية ،استعملت إستراتيجية البترول كذلك في تحقيق أهدافها،مما يدل على البعد الحضاري لمثل هذه المسألة الهامة والمهمة .
للمزيد من المعلومات أنظر المصدر :
ولدالنبية (كريم):« مسألة البترول والثورة الجزائرية »،في كتاب الملتقى المغاربي حول الأبعاد الحضارية للثورة الجزائرية،
المنعقد يومي11و12 جوان2003 ،دار الغرب للنشر والتوزيع،وهران،مارس2005،ص ص 135-148.