مريض السكري بإمكانه الصوم دون خطر بتناول دواء خاص

أثبتت دراسة أجريت بستة بلدان إسلامية على عينة من المرضى يعانون من داء السكري من الصنف -2 قبل وخلال شهر رمضان الكريم، أنه بإمكانهم الصيام إذا تناولوا دواء خاصا بهذا المرض.وتم عرض نتائج هذه الدراسة خلال الطبعة ال75 للجمعية الأمريكية لداء السكري المنعقدة من 5 إلى 9 جوان 2015 ببوسطن الأمريكية، حيث شملت 6 بلدان إسلامية هي الجزائر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والهند وفلسطين وماليزيا. وأخضعت للدراسة عينة تتكون من 300 شخص من البالغين المصابين بالسكري من الصنف-2 تناولوا دواء مضادا لهذا المرض في مدة تجاوزت أربعة أسابيع تخللها شهر رمضان المعظم. وقد أظهرت النتائج حدوث توازن في نسبة السكر بالدم خلال المدة التي تناول فيها هؤلاء المرضى الدواء. وأوضح رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بالجزائر العاصمة محمد لمين دباغين، الأستاذ عبد الكريم براح، وهو ضمن طاقم الخبراء المشرفين على الدراسةأن 67 مصابا بداء السكري بالجزائر خضعوا لمتابعة طبية في إطار الدراسة ب7 مؤسسات صحية معظمها من القطاع العمومي. وأكد أن هؤلاء المرضى ”أثبتوا مقاومتهم للمرض خلال شهر رمضان وحافظوا على أوزانهم رغم الأكل المفرط خلال هذا الشهر”. وحسب الأستاذ سامي عزار من الجامعة الأمريكية ببيروت، والذي شارك إلى جانب الطاقم الطبي المشرف على الدراسة، فإن فكرة خضوع المصابين بداء السكري بهذه البلدان إلى التجارب العيادية لدواء ”فكتوزا” جاءت بعد ”ملاحظة نسبة كبيرة من بين 50 مليون مسلم مصاب بداء السكري بالعالم الإسلامي يقبلون على الصيام ويعرضون حياتهم للخطر”. ويرى نفس الخبير أن قيام بعض المصابين بداء السكري بالصيام خلال رمضان يعرضهم إما إلى خطر انخفاض نسبة السكر بالدم تتجاوز في غالب الأحيان 7 مرات، أو ارتفاعها إلى أكثر من 5 مرات، ما يستدعي إدخالهم إلى المستشفى”، مبينا فعالية الدواء المذكور في حماية المرضى من كل ذلك. ويذكر أن فريق طبي فرنسي قد أجرى دراسة مماثلة على نفس دواء ”فيكتوزا” خلال سنة 2009 أثبت فعاليته في المحافظة على الوزن ونسبة السكر بالدم. للإشارة الدواء المذكور متوفر بالسوق الوطنية الجزائرية منذ سنة 2009. وللتذكير تجمع الدورة 75 للجمعية الأمريكية لداء السكري أكثر من 40 ألف مشارك من 145 دولة، بما فيها الجزائر التي تشارك بأكثر من 30 مختصا من القطاعين العمومي والخاص. وسيتم خلال هذه الدورة عرض نتائج بعض الدراسات المتعلقة بداء السكري وتبادل الخبرات بين الدول وتقديم الأدوية المبتكرة من طرف مراكز البحث العالمية. وتعتبر التوصيات التي تخرج بها كل دورة بمثابة ورقة الطريق التي تستند إليها كل دول العالم في علاج السكري.