جرى، أمس، تشغيل الفرن العالي رقم 2 بمركب سيدار الحجار في عنابة، بشكل كامل، للشروع في إنتاج الحديد الزهري، بعد نحو 3 أشهر من وضعه في حالة يقظة دون إنتاج، بسبب نفاد الفحم الحجري لتشغيله، ومع وصول الباخرة الثانية للفحم الروسي، تمت العودة لتشغيل المنطقة الساخنة، مع توفر مخزون هام لتسيير الإنتاج بشكل منتظم.وجرت عملية تشغيل الفرن تحت إشراف الرئيسين المديرين العامين لمركب ومجمع سيدار الحجار للحديد والصلب، حيث عاد للإنتاج بعد تزويده بالفحم الحجري وسيستأنف إمداد الوحدات بالحديد الزهري لضمان عدم انقطاع سلسلة الإنتاج التي بقيت تعمل بشكل عادي رغم توقف الفرن العالي، لوجود مخزون من الحديد نصف المصنع لإنتاج المواد المسطحة، منها اللفائف الحديدية وكذا المنتجات الطويلة الموجهة للبناء.
وأمام نفاد الفحم، حسب مصادرنا، عرفت وحدات الفرن العالي وتحضير المواد الأولية والتلبيد والمفولذة الأوكسيجينية رقم 1، أشغالا كبرى أثناء توقف منطقة إنتاج حديد الزهر والفولاذ، بسبب انتظار استلام شحنة فحم «الكوك»، حيث تم تنفيذ العديد من أعمال الصيانة الضرورية على مستوى الفرن العالي رقم 2 وإجراء عملية الدقيق والتنظيف لمسارات تنقية الغاز وخبرة للمواقد الحرارية وملحقاتها، تلاه عمل كبير على مستوى مدخنة سحب الهواء، ما أعطى تحسنا واضحا في تسخين المواقد وفقا لإدارة المركب وهو ما سيسمح بالتقليل من استهلاك الفحم «الكوك» عند بداية التشغيل، كما تم استغلال التوقف في تنظيف خزانات مياه التبريد وتنفيذ عمليات حرق وتنظيف جيوب البراميل لتحسين قدرتها في التحميل.
ويتجه مركب سيدار الحجار إلى اعتماد برنامج جديد للإنتاج، لا يعتمد كليا على إنتاج الحديد الزهري عبر الفرن العالي الذي يشتغل بالفحم وخام الحديد القادم من منجمي الونزة وبوخضرة في ولاية تبسة، بل الاعتماد على تقنية استيراد حبيبات الحديد الخام، كما هو معمول به في مركبي بلارة بجيجل وبطيوة في توسيالي بوهران، حتى لا تتوقف سلسلة الإنتاج ويتم ضمان إنتاج الحديد في حال عدم توفر الفحم والاعتماد على الغاز الطبيعي في صهر الحديد لإمداد باقي الوحدات، تمهيدا لتحول جزئي ليصبح المركب يعمل بالفرن الكهربائي وكذا الفحم في نفس الوقت.
وذكرت مصادرنا، أن إبقاء اعتماد مركب سيدار الحجار للحديد والصلب على الفرن الذي يشتغل بالفحم الحجري، مرتبط بالمحافظة على ديمومة نشاط واستغلال منجمي بوخضرة والونزة في تبسة، اللذين يوفران الحديد الخام، على اعتبار قيام الدولة باستثمارات ضخمة في هذا الشأن، منها خط السكة الحديدية، وفق تصور شامل لتنمية تلك المناطق اقتصاديا والمحافظة على مناصب الشغل ودمج المسار الجديد للسكة الحديدية، مع المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة بتبسة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسين دريدح
المصدر : www.annasronline.com