الجزائر

مرسي لم يمت بل إرتقى !!



كتبها مهماه بوزيان
أيها الحكام .. أيها الناس : أقتلوا الناس بالحرية .. ولا تحاربوا الفكرة بالدفع بصاحبها في زنزانة أو إلى كهف أو حفرة .. الأجساد أوعية والأفكار كائنات نورانية لا يمكن سجنها أو حبسها فبمقدورها أن تسافر، كخيوط نور، حيث شاءت ..
أيتها الشعوب : الحرية قيمة جوهرية نبيلة، فأعتنقوها وتشبثوا بها، ولا تُحيلوها مسخاً بعد جمال وإجلال .. فقد خلق الله سبحانه آبانا آدم وجعله حرّاً، وكانت الحرية هي أعلى قيمة في الجنة حين النشأة الأولى وبدء خلق الإنسان، وحمله مسؤولية الإختيار أمام جلال وجمال الحرية المستمدة من جلاله وجماله سبحانه ..
ويا نحن : لما نجعل من أنفسنا سدنة لمعابد الحرية ؟! .. فلندع الناس أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم .. ولنُطلِق لمراكب الحرية أشرعتها لتبحر وسط عباب الحياة ومسارات الخليقة المستقبلية .. و لنؤمن بسنة الله في الخلق “فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” .. “ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا” ..
فقد علمنا التاريخ .. أن الفكرة لا تموت بإعدام الجسد .. اُغتيل “حسن البنا” في 12 فيفري 1949 فصارت فكرته دولة بعد ستة (6) عقود من قتله ..
علمنا التاريخ .. أنه في غياهب السجون تتماهى الأفكار مع الأرواح والأجساد فتصير طوفاناً لا يبالي بالحياة .. وحين تُحجبُ شمس الحرية عن الشعوب تَصيرُ الأجساد الفانية فتائلَ لشموع الإنعتاق والثورة ..
علمنا التاريخ .. أن الفكرة لا يمكن مواجهتها إلا بالفكرة .. وبأن الإقصاء لا يولد إلا التطرف .. و القمع يدفع إلى التجذر، يُصيِّرُ المقموعَ إعصارا لا يبقي ولا يذر .. ولا ينفع حينها الحذر ..
لنستحضر المعنى البليغ لحكمة إلهية سارية في الخليقة “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم” .. يُخيل إلينا أننا بإعدام الجسد قد أعدمنا الفكرة .. نخال ذلك، لكن الحقيقة الأزلية تُقر بأن الفكرة ترتقي عند تغييب صاحبها ظلما وجورا .. نعم “ترتقي الفكرة مع إرتقاء الروح” وتصير نورا ونارا ورمزا .. لنتذكر قوافل الشهداء التي صارت مثالا وأمثولة ومنارات هادية .. ولنتذكر أسماء من صارت رمزا للأجيال الحالية من سعيد بن جبير وابن تيمية والعربي بن مهيدي والعربي التبسي وسيد قطب وسعيد النورسي وعلي شريعتي وعدنان مندريس ونور الدين الأتاسي إلى ليون تروتسكي و تشي جيفارا ..
أقتلوا الناس بالحرية يرحمنا ويرحمكم الله .. وفي ذلك حياة لنا ولشعوبنا وأوطاننا وللإنسانية جمعاء.
الجزائر 18 جوان 2019


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)