الجزائر

مرسوم وتساؤلات؟!



مرسوم وتساؤلات؟!
قيام وزارة الدفاع الفرنسية بسحب المرسوم الوزاري المشترك والمتعلق بالتعويضات للجنود الفرنسيين المشاركين في عملية ”برخان” التي باشرتها فرنسا في أول أكتوبر من السنة الماضية في 12 دولة إفريقية، من على موقعها، لم يرفع الالتباس، ولم يمنع الجزائريين من طرح العديد من التساؤلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في الصحافة.وكانت الوزارة نشرت في أول أكتوبر الجاري مرسوما في الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية يتعلق بالتعويضات للجنود المشاركين في عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ولذويهم. وجاء ذكر الجزائر من ضمن 12 بلدا المعنية بقيام الجيش الفرنسي على ترابها.حتى محاولة الاستدراك التي نشرها الموقع أمس، والتي شرح فيها سبب سحب المرسوم، لأنه اقترف ”خطأ ماديا”، بتحديد المحيط الجغرافي للعملية، مثلما جاء في التوضيح، تدفعنا إلى التساؤل ”ماذا تريد فرنسا إخفاءه من الإسراع بسحب نص المرسوم من الموقع والتوضيح، فهل هناك اتفاق سري بينها وبين البلدان التي نص عليها المرسوم ومنها بلادنا، ولا تريد لا فرنسا ولا حكومات هذه البلدان التصريح به إلى مواطنيها، وأن سحب المرسوم المذكور لما أثاره من ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والاتصالات التي قام بها صحفيون للاستفسار عن خلفية هذه التدخلات ومن سمح بها وكم عدد المرات التي تدخل فيها جنود فرنسيون في التراب الجزائري وقيامهم بعمليات في إطار مكافحة الإرهاب؟ وإن لم تكن هذه العملية مجرد غطاء لعمليات أخرى؟تساؤلات مشروعة فرضها الإسراع بسحب المرسوم، خاصة وأن السلطات الجزائرية كانت دائما ترفض فتح ترابها أمام أية قوة أجنبية سواء في إطار مكافحة الإرهاب أو أي عمليات أخرى، وكانت أيضا رفضت عروضا أجنبية أيام أزمة تيغنتورين، حيث عرضت بعض البلدان التي لديها رهائن في العملية، المشاركة في تحرير الرهائن، لكن الجزائر رفضت ذلك.فهل القضية مجرد خطأ مثلما أوضحت ذلك وزارة الدفاع الفرنسية على موقعها، ومثلما أوضح المكلف بالإعلام على مستوى السفارة؟الغموض يبقى كليا، خاصة وأن الطرف الجزائري لم يصدر أي تصريح حول هذه المسألة لا بالإيجاب ولا بالسلب. وكان على الخارجية الجزائرية أن تصدر بيانا يوضح الإشكال، خاصة في هذا الظرف المفتوح على كل التأويلات، لما تمر به الجزائر من ظروف سياسية هشة، وما يتسرب عبر وسائل الإعلام والإشاعة من حديث عن صراعات داخلية وعن استغلال قوى أجنبية ومنها فرنسا لهذا الوضع لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.وهل تدخلت قواتها في التراب الجزائري بدون موافقة الجزائر، مستعملة القوة، مثلما فعلت في ليبيا من سنوات؟ أم أن العملية مقصودة، وبالون اختبار لمعرفة رد الفعل الجزائري الرسمي لتبني عليه استراتيجيتها لاحقا؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)