قطع الجيش الوطني الشعبي بما لا يدع مجالا للشك دابر محاولي زرع الفتنة و تأجيج الوضع من أجل تفويت الفرصة على استتباب الاستقرار و الطمأنينة في ربوع الجمهورية على مقربة من موعد سياسي مهم ، يدخل ضمن الإصلاحات الجوهرية التي باشرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، حيث أكّد الجيش الجزائري من خلال افتتاحية مجلته الصادرة في عددها الأخير أنّ الجزائر ماضية في تجديد مؤسساتها بمشاركة شعبية ، رغم أنف الأعداء من المتآمرين الذين يقلقهم أن تكون الجزائر بخير و لا يمكنهم عرقلة المسار الانتخابي الذي تنتهجه البلاد .و إن كان اقتراب المواعيد السياسية مرتبطا دوما بنفوق محاولات البلبلة من طرف مجموعات معيّنة و معروفة، فقد انتبه الجيش الوطني الشعبي إلى هذا التآمر الذي سمّاه من خلال ذات الافتتاحية.
وركّز الجيش على تحلّي الجزائريين بنظرة ثاقبة للأحوال و الظروف من خلال عدم السقوط رهينة في شراك الشائعة و الكذب المبيّت ، و الذي يراد منه ضرب استقرار الوطن ، الذي يظل على الدوام الخط الأحمر الذي تدافع عنه الدولة بكل مكوّناتها ومؤسساتها و سبلها ، و توصّل الجيش من خلال ما ورد في هذه الافتتاحية إلى استنتاج استنزاف قوى الشر لكل محاولاتها اليائسة للنيل من قوّة الدولة و مضيها الثابت نحو التغيير و قطع العمل مع الأساليب الماضية و الأشخاص المتورطين في حياكة المآمرات ضد البلاد و الشعب ، بما لا يدع للمشوشين سانحة العودة إلى الساحة السياسية وخاصة تقلّد مقاعد البرلمان بمال فاسد والتمتّع بالحصانة لخدمة الأجندات وتسيير صفقاتهم و برامجهم المعتادة. وحذّرت الافتتاحية من استغلال النقائص المهنية و الاجتماعية لعديد الفئات العمالية لنفت السمّ و توطين التفرقة، مؤكدة أنّ محاولات تفجير الوضع لعرقلة الاستحقاق الانتخابي المقبل فاشلة من أولها، متسائلة عن جدوى محاولات بائسة تفطن لها الجزائريون. و استطردت ذات الافتتاحية أنّ المطالب المهنية أمر مشروع تحميه قوانين الجمهورية و تستمع إليها السلطات العليا في البلاد و تشكّل أحد انشغالاتها ، فالدستور يكفل حقّ الإضراب بل و دعّمته الإصلاحات الأخيرة ، و لكن الاستغلال المفرط للحق ذاته لا يمكن صرف الطرف عنه ، موضحة أنّ إطلاق عديد الإضرابات في آن واحد في الفترة الأخيرة و تزامن ذلك مع قرب انطلاق الانتخابات التشريعية و الإصرار على الاحتجاج يضع الجميع أمم أسئلة جوهرية ، فهل توقيت ذلك مناسب أم يدخل في مجال الرغبة في التشويش و إرباك جهود الدولة في التغيير و البناء السليم لمؤسساتها، خاصة أنّ الإرادة السياسية القوّية موجودة لطرح كل الانشغالات المهنية و إيجاد الحلول لها ، ناهيك عن الجو الذي يتّسم بتهديد إجرامي تشنه حركات عنصرية تناصب الجزائرَ البغضاءَ و هو الأمر الذي يقف الجيشُ في وجهه بكل عزم و حزم مدافعا عن مكتسبات الجزائر .
ف ش
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/05/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz