لا يمكن استشراف المستقبل في ليبيا يرى مدير المخابرات الداخلية الفرنسية الأسبق، السيد إيف بونيي، ورئيس وفد الخبراء الدوليين في الأزمة الليبية، الذين زاروا طرابلس وبنغازي خلال شهري مارس وأفريل الماضيين، أن سقوط طرابلس له علاقة بمقتل الرجل القوي في ليبيا سابقا اللواء عبد الفتاح يونس. كما يلوم بونيي الرئيس نيكولا ساركوزي لإخراجه فرنسا من دائرة الدول المعتدلة إلى دائرة الدول الغازية.
كيف تقيم الوضع الحالي في ليبيا في ظل التطورات الأخيرة؟
ليس لدي معلومات عن الوضع وعما يجري في الميدان، ولكنني صراحة متفاجئ من التحول العسكري السريع، فالمجلس الانتقالي لا يملك هذه القوة لدخول طرابلس، ولكننا وجدناهم فجأة قد وصلوا إليها. ولهذا أنا أشك في وجود دعم خارجي للمعارضة حتى تمكنت من دخول الزاوية ومن بعدها العاصمة طرابلس. هل هناك عناصر أجنبية على الأرض بين الثوار حسمت المعركة لصالحهم، هذا شيء لا أعلمه ولكنه أمر وارد جدا، خصوصا وأن العالم أجمع يعرفون أن الثوار لم تكن لديهم القوة العسكرية الكافية لدخول طرابلس فما بالك بالسيطرة عليها. أمر آخر يحيرني هو مقتل اللواء عبد الفتاح يونس. أنا أتساءل لماذا قتل، هل هو عملية تحت الطلب حتى يتم وضع شخص آخر مكانه؟
هل تقصد وجود علاقة بين سقوط طرابلس ومقتل اللواء عبد الفتاح يونس القائد العسكري للمعارضة الليبية؟
مقتل اللواء عبد الفتاح الرجل القوي والذي لا يستطيع أحد مناقشة قراراته.. عندما يقتل بطريقة بشعة جدا، فيذبح ثم تحرق جثته، معنى هذا أن عبد الفتاح كان يشكل مشكلة لهم، كما أنه لم يقتل وحده بل قتل مع اثنين من كبار مساعديه. إنها عميلة مثيرة للغرابة. والأكثـر غرابة هو تحقيق تقدم عسكري في الميدان لصالح الثوار مباشرة بعد مقتله. هذا يطرح عدة أسئلة لدي حول ما إذا كان مقتل اللواء عبد الفتاح مطلبا من إحدى الدول ليتم تعيين شخص آخر مكانه في قيادة المعارضة المسلحة. هنا يطرح سؤال آخر من يحكم الثوار، أو من هي الدولة التي أمرت بتصفية عبد الفتاح؟
هناك من يتهم فرنسا بالتورط في الملف الليبي، لدرجة إرسال قوات فرنسية خاصة على الأرض الليبية، فضلا عن الدور السياسي وإرسال أشخاص مثل برنار ليفي والوزير الأول دومينيك دوفيلبان، ما رأيكم؟
ليس لدي معطيات بشأن وجود قوات خاصة فرنسية على الأرض التي تحدث عنها سيف الإسلام القذافي، ولكن هناك مديرية حماية الإقليم (دي جي أس أو)، هم المعنيين بمثل هذه الأمور، هل هم متورطون أم غير متورطين، يجب التأكد في الميدان. فهذه تهم خطيرة برأيي. وعن الدور الفرنسي في الأزمة الليبية، أعتقد أن فرنسا خرجت عن تحفظها المعروفة به، أرى أننا تائهون في إدارة الملف الليبي، الإيطاليون والإسبان كانوا أفضل منا، كانوا أكثـر عقلانية منا. كان علينا أن نكون مثلهم.
أما بخصوص هنري برنار ليفي فهو شخصية ليس لها أدنى خبرة في المجال العسكري، ومن الظلم أن نصفه بالخبير العسكري. أما زيارة دومينيك دوفيلبان لتونس في سياق الوساطة لحل الأزمة الليبية فصراحة ليس لدي أية معطيات بشأنها.
هل هناك من نصيحة توجهها للرئيس نيكولا ساركوزي إذن؟
لست في مقام النصيحة، ولكن أقول نحن الأوروبيين والفرنسيين ليس لدينا مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلى فرنسا احترام التزاماتها الدولية واحترام التزاماتها مع إفريقيا. نحن نريد ترويج فكرة الدولة الفرنسية المعتدلة وليس الدولة الغازية. لا أعرف، ولكن كان على فرنسا مثلا أن تطلب مساعدة الجزائر لحل الأزمة في ليبيا. وأخشى أن تكون هناك أغراض شخصية في مسألة الملف الليبي.
كيف ترى إذن مستقبل ليبيا في ظل التطورات الأخيرة؟
في ليبيا كل ممكن، لسنا في فرنسا ولا حتى في الجزائر حتى يمكن أن تستشرف المستقبل، فكما ترى محيط القذافي فيه قوى جذب كثيرة وعنيفة، القذافي خضع لخيانات بشكل متواصل منذ البداية، وهي خيانات مدعومة من طرف الغرب. ولا أعتقد أن الجامعة العربية يمكن أن تقوم بدور إيجابي الآن في ليبيا لأنها قامت بدور موجه منذ البداية. أنا أفضل الاتحاد الإفريقي لأنه أكثر قبولا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : حوار: رمضان بلعمري
المصدر : www.elkhabar.com