الجزائر

مديرية الري في بجاية تعترف بوجود طحالب تؤثر على لونها ورائحتها مياه سد تيشي حاف غير صالحة للشرب



مديرية الري في بجاية تعترف بوجود طحالب تؤثر على لونها ورائحتها                    مياه سد تيشي حاف غير صالحة للشرب
الوزير عبد المالك سلال رفض استهلاكها يوم تدشينه لخزان مياه بجاية اعترف مدير الري لبجاية أثناء أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، باحتواء مياه سد تيشي حاف التي يتم توزيعها منذ أفريل الفارط على العديد من البلديات في الولاية على طحالب مولدة لكبريت الهدروجين، مما أثر على نوعية المياه التي تحمل رائحة شبه كريهة ولونا أصفرا، جعلت السكان يرفضون استهلاكها خوفا على حياتهم، فيما يؤكد مختصون خطورة هذه المادة على الصحة.  يأتي تصريح المدير الولائي للري السيد قصيبة، بعد حملتين من التحاليل التي أجريت على مياه سد تيشي حاف، بعد الشكاوى العديدة التي رفعها سكان بلديات أقبو وأوزلاغن ابتداء من أفريل الماضي، سيدي عيش، القصر، وبجاية ابتداء من منتصف جويلية الفارط، حيث تؤكد نتائج التحاليل التي قام بها مخبر الوكالة الوطنية للموارد المائية، مثلما أوردته التقارير التي تحصلت عليها ''الخبر''، أن هذه المياه تحتوي على طحالب مولدة لكبريت الهدروجين وتحمل رائحة كريهة يستحيل استهلاكها، مما يستلزم الشروع في معالجتها بالفحم الحيوي. هذا في وقت تؤكد فيه مديرية الري استدعائها لأحد الممونين بهذه المادة للشروع في عملية التطهير وإيجاد الحلول المناسبة.وربط السيد قصيبة في تفسيره للمشكل احتواء مياه سد تيشي حاف على مادة كبريت الهدروجين بطبيعة الأراضي التي تحتضن السد ومجاورته لسد بوسلام في سطيف، إلى جانب مدة تخزين المياه الموزعة على السكان، والتي تعود إلى 6 نوفمبر 2008، ما يعني أنها تعود لعامين. موضحا في الآن ذاته، أن مثل هذا المشكل عرفته العديد من الدول بما فيها الكبرى ''وعليه كان من غير المعقول تفريغها تماما خوفا من الجفاف''.استهلاك مياه سد تيشي حاف خطر على الصحةيضيف أساتذة مختصون في مجال الري من جامعة عبد الرحمان ميرة في بجاية، سألتهم ''الخبر'' في الموضوع، أن هذه الطحالب لا تعود فقط إلى نوعية الأراضي ومدة تخزين المياه، بل تدل أيضا على هلاك عدد معتبر من الحيوانات داخل هذا السد الذي يفوق حجمه الساعي 81 هيكتومتر مكعب، مما أدى إلى انحلالها، ونتج عنها وبسبب العوامل الأخرى المذكورة، تفاعلات كيماوية أدت إلى بروز كبريت الهدروجين.وتساءل الأساتذة عن تسرع مصالح الري في توزيع هذه المياه بغرض الاستهلاك على السكان دون القيام بكافة التحاليل اللازمة التي تؤكد سلامتها، وعدم احتوائها على أي مادة كيماوية قد تضر المستهلكين لها، في الوقت الذي تتوفر فيه الولاية على موارد مائية أخرى، ما يعني عدم وجود عامل الاستعجال والندرة في هذه المادة الحيوية لدرجة التسرع في توزيع مياه لا تصلح إلا للغسيل، بما أن كميات كبريت الهيدروجين المتواجدة في مياه تيشي حاف تشكل خطرا حقيقيا على الصحة. هذا في حين ترتب عن عملية الربط وتوزيع مياه تيشي حاف تذبذب في توزيع المياه في العديد من الأحياء.محطة معالجة واحدة غير كافيةكما أعاب هؤلاء على مسؤولي القطاع إنجاز محطة معالجة واحدة للمياه. علما أن المشروع موجه لتزويد 23 بلدية في رواق الصومام، ما يستلزم إنشاء محطات ثانوية أخرى للمعالجة ''تفرضها قلة التهوية داخل قنوات التوزيع وبعد المسافة بين محطة المعالجة الكائنة في آيت أرزين والبلديات المعنية''، حيث تستغرق هذه المياه من أجل الوصول إلى حنفيات سكان بلدية بجاية مثلا ما يعادل 3 إلى 4 ساعات داخل القنوات، تحدث خلال هذه المدة تفاعلات كيميائية قد تؤثر على صلاحية المياه للاستهلاك رغم إخضاعها لعمليات التطهير والمعالجة بالفحم الحيوي، يضيف الأساتذة المختصون.ومن جهة أخرى، أقرت مديرية الري عدم وضع أجهزة الكلور على مستوى الخزانات الممونة للبلديات نتيجة تأخر في الأشغال وعدم إتمام تهيئتها الخارجية وأشغال التسيير عن بعد، ضف إلى ذلك اعتماد أسلوب المعالجة بمادة الكلور على مستوى خزاني بلديتي القصر وبجاية بالجافيل محليا بسبب عدم وضع التجهيزات على مستوى محطة التزويد بالكلور الوسيطية بتمزريت، إضافة إلى عدم انتهاء أشغال الحماية لضفاف الوديان على طول عبور القناة الرئيسية وعدم إنجاز أجهزة قياس الضغط.يذكر أن وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، خلال تفقده لمشروع تحويل مياه سد تيشي حاف في جويلية الماضي، رفض استهلاك المياه التي قدمت له عند تدشينه لخزان مدينة بجاية وإعطائه إشارة تزويد سكانها، الأمر الذي طرح، حينها، العديد من التساؤلات حول صلاحية المياه للاستهلاك، قبل أن يبدي المواطنين استياءهم من نوعية المياه التي تحمل رائحة كريهة ولون يميل للاصفرار، ضف إلى ذلك ملمسها اللزج، الأمر الذي دفعهم إلى الاحتجاج في العديد من المناطق، لكن المسؤولين الولائيين في بجاية ربطوا عزوف المواطنين على استهلاكها بعدم تقبلهم لمياه السد بحكم تزويدهم منذ سنين بمياه المنابع الطبيعية، قبل أن تقر التحاليل باحتوائها على طحالب مولدة لكبريت الهيدروجين. نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)