قام بتشييدها السلطان أبو الحسن المريني سنة 747هـ/1447م عندما استولى على مدينة تلمسان، فوق ربوة مطلة على تلمسان إلى جانب روضة أبي مدين الغوث (تـ 594هـ/1197م) بقرية العباد.
وقد اشتهرت هذه المدرسة بفنها المعماري، وزخرفتها المميزة والمتضمنة لأقواس منكسرة، مبنية بالآجر المطلي باللون الأخضر لها فناء فسيح به صهريج للماء، مزين بالزخارف العديدة. ويوجد بالقرب منه صحن دائري من الرخام، مخصص للشرب وللوضوء، شيد أمام قاعة كبيرة للمحاضرات وإلقاء الدروس، تتسع لحلقة كبيرة من الطلاب والمدرسين.
تحتوي هذه القاعة على باب يشبه باب مدخل المدرسة الكبير، ويتوسط القاعة محراب يتكون من قوس دائري مكتوب عليه بعض الأسماء بخط كوفي جميل، وتشتمل القاعة أيضا على مجموعة من الأقواس المنقوشة بالجص تشبه رواق المسجد المجاور لها، ويوجد فوق الأقواس إفريز منقوش على شكل شرائح، وفي أسفل القاعة تظهر نقوش بديعة وجميلة 1.
أما سقف المدرسة فيتكون من عدة سوالف متتالية تلتقي عند نجمة أفقية، وتتألف المدرسة من طابقين:
الطابق السفلي يتألف من عشرة غرف، والطابق العلوي يحتوي على ثماني حجرات، تتسع كل غرفة لطالبين، وهذا يدل على أن الغرف كانت مخصصة لنوم الطلبة الغرباء والفقراء، وهو ما يعرف اليوم بالنظام الداخلي.
وتوجد غرف أخرى عند مدخل المدرسة، على يمين قاعة المحاضرات وعلى شمالها. ولعلها كانت تستخدم كمستودعات لتخزين المواد الغذائية، وأدوات التنظيف والترميم والفرش وأدوات ونافذتين مستطيلتي الشكل، وبأعلى كل واحدة منهما قوس، تحته سقيفة مغطاة بالقرميد الأخضر 2.
وأما باب المدرسة فهو ضخم دقيق الصناعة، يتوسط باب آخر صغير الحجم، ويوجد فوق الباب الكبير أشكال هندسية وزخرفة زادتها جمالا ورونقا، ويزين الباب فصائل ذهبية ذات مسامير كبيرة، ولا تزال المدرسة قائمة بالعباد وتعد تحفة من التراث الحضاري الإسلامي في بلاد المغرب العربي.
1 : Georges MARCAIS : Collection les villes d’art célèbres: TLEMCEN, Paris : Laurens, 1950,p.56.
2 : R. Bourouiba , L'art religieux musulman en Algérie du XI au XIV siècle, thèse de Doctorat d'état, Université d'Aix en provence, 1960, pp. 431-432
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com