لقد شغلت العلامات بمختلف أبعادها و دلالاتها، مسائل المفكرين و العلماء العرب على اختلاف توجهاتهم العلميّة، و الدينيّة، واللغويّة، سواء أكانوا مناطقة و متكلمين، أم مفسّرين و علماء أصول ممن اهتمّوا باللغة نحوها و بلاغتها، حيث يفرض المفهوم الواسع للعلامة و طبيعتها المتشعّبة أن تمسّ كل جوانب الموروث الفكري العربي، وهي في هذا الشأن ليست بأقل أهمية، ممّا ورد في الدّراسات والبحوث الغربية قديمها وحديثها، حيث أخذت العلامة مفهومها من مجالات متعدّدة كالطب و السيميولوجيا، بل من كلّ الأنظمة التبليغيّة والاتصالية في الحياة البشرية.
فهذه المجالات تؤثر بشكل عميق في مفهوم العلامة في الميدان اللساني، لذلك لا بدّ من الوقوف عند مصطلح "العلامة"، بشكل أوسع لنتعرف أسباب تقاسم هذا المصطلح المفهوم نفسه مع مصطلح "الدّليل" في استعمال العلماء أحيانا كثيرة عند المفكرين العرب خاصة الفلاسفة والأصوليين، ثم لانكتفي بذلك لنقف على بعض ميادين الدراسة المعرفية التي تتصل بالدراسة اللسانية وكان لها اهتمام بالمصطلحين إن لم نقل كانا موضوع دراستها العلميّة كالسيميولوجيا فكان حقًّا على علمائها الفصل في الموضوع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سعاد معمر شاوش
المصدر : مجلة اللغة العربية وآدابها Volume 1, Numéro 2, Pages 153-174 2013-09-01