عمل السلاطين الزيانيون على تشييد المؤسسات التربوية والتعليمية، من كتاتيب وزوايا ومدارس عليا، على نمط المدارس النظامية بالمشرق. وقد تأخر ظهورها في بلاد المغرب إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، بينما لم تظهر في تلمسان إلا في مطلع القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، وتمثلت وظيفتها في استقبال الطلبة لمزاولة تعليمهم قصد تخريج الإطارات التي تدعم الجهاز السياسي والإداري والمالي والقضائي والجيش، ومختلف مصالح الدولة ومؤسساتها.
كانت المدرسة تبنى خارج المسجد في بناية مستقلة، ويلحق بها جناح خاص لإيواء الطلبة الغرباء والفقراء وعابري السبيل منهم 1، ومكتبة (خزانة) تتضمن كتبا محبسة لفائدة الأساتذة والطلبة، وتحبس من أجلها عقارات وعمارات للإنفاق عليها وعلى الطلبة المنتمين إليها، والأساتذة الذين يدرسون بها، والطاقم الإداري وعمال النظافة، والصيانة والترميم الملحقين بها.
فقد كانت المدرسة تعتمد في تمويلها على الأحباس بالدرجة الأولى، ثم على الإعانات المحسنين من التجار، والعلماء وميسوري الحال ومن السلطان والأمراء، وقد عرفت مدينة تلمسان كغيرها من الحواضر المغربية الكبرى ست مدارس، وزعت على أحياء مختلفة من المدينة: مدرسة ابني الإمام، المدرسة التاشفينية، مدرسة أبي مدين بالعباد، مدرسة سيدي الحلوي، المدرسة اليعقوبية، أما المدرسة السادسة فهي التي بناها السلطان أبو العباس أحمد المعتصم الملقب بالعاقل، بزاوية الشيخ الصالح الحسن بن مخلوف أبركان 2.
1 : محمد ابن مرزوق الخطيب، المجموع، مخطوط، الرباط: الخزانة العامة، ميكروفيلم رقم 20، ورقة 38.
2 : Attallah DHINA: Le royaume Abdelouadide, Alger : OPU, 1985, p.233
salu
لاتي نجاح - تلمسان - الجزائر
03/12/2010 - 8906
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com