مختصون يناقشون محطات هامة من تاريخ الجزائر الحديث

نظمت جريدة الوطن اليومية بقاعة الكوسموس ندوة دولية حول خمسينية الاستقلال ، تمتد على ثلاثة أيام من 5 إلى 7 جويلية الجاري ، والذي دعيت إليه عديد الأسماء المعروفة في الفكر و التاريخ من الجزائر وخارجها ، ففي أول يوم من المنتدى تناول القادم من الولايات المتحدة الأمريكية " بن جامان براوار " وهو مؤرخ من جامعة " تكساس أت اوستان " موضوع " الحرب العادلة والجهاد في مواجهة الغزو الفرنسي للجزائر " أوضح فيه دور المقاومة الشعبية والدور الرائد لمقاومة الأمير عبد القادر الذي كان متشبعا بالقيم الدينية والإنسانية، تجلى ذالك في معاملته للأسرى بما يتناسب مع آداب الحروب ، وكيف أن الأمير انتزع الاعتراف من فرنسا بعد معاهدة التافنة ومراسلته للملك لويس فيليب وحتى زوجة الملك نفسه ، وكيف أن الأمير كان مجددا لروح الإسلام ، في انكبابه على مراجعة كتب ابن عربي في مواجهة فهم الإسلام الجاف الذي كانت يمثله أتباع التيار الوهابي ، وساعيا لتكوين دولة جديدة ، وكيف أن الأمير فيما بعد أوضح لتلاميذه فضل الجهاد الأكبر على الجهاد الأصغر ، وأنه ليس الغاية من الجهاد قتل الناس بقدر ما هو رد للمعتدي ، وإلا فان للجهاد الأكبر أفضلية كبرى في ترقية الإنسان ، فلا فائدة في قتل خلق الله مثلما أوضح ذالك في كتابه الشهير المواقف .
أما " فاطمة الزهراء قشي" وهي مؤرخة وأستاذة التاريخ بجامعة منتوري بقسنطينة فتحدثت عن " مقاومة الحاج أحمد باي " أكدت خلالها أن أحمد باي ظل متمسكا بالشرعية العثمانية والولاء لها وقد كان من المقاومين في ناحية سطاوالي حتى سقطت تلك الناحية فتراجع إلى بايلك الشرق ، وقد ظل مقاوما فيه لمدة 7 سنوات ، و 11 سنة متنقلا ومرتحلا نحو الجنوب الشرقي وقد لاذ بأخواله بن قانة إلى غاية أن مال هؤلاء عنه إلى الفرنسيين بعد أن أحتلوا كثيرا من المناطق ، وأوضحت فاطمة الزهراء الفرق بين مشروعي أحمد باي الذي ظل وفيا للدولة العلية العثمانية التي كانت قد تلاشت ، وبين مشروع الأمير عبد القادر الذي كان تجديديا ، يهدف إلى تأسيس دولة عصرية حديثة تستمد من شرعية الخلافة ، وقد كانت المنافسة بين الرجلين في القدرة علة جلب تأييد القبائل وولائها ، وقد كان مشروع الأمير كما قالت فاطمة الزهراء قشي مشروعا يبحث عن الندية ولذالك يمكن اعتباره مشروعا سابقا لأوانه .
كما تحدث في المؤرخ " جلبار ماينيي " وهومؤرخ و أستاذ من جامعة نانسي 1 عن " الجزائر عبر التاريخ الطويل " ، كما تحدث بعده الأستاذ أسامة أبي مرشد من جامعة جورج تاون الأمريكية عن " الاستعمار اللطيف ؟ القديسين السيمونيين في الجزائر بين النظرية والتطبيق " .