الجزائر

مختصون يرافعون من أجل إعطاء دفع للمكتبات العمومية



اعتماد الطرق الكلاسيكية يقف عائقا أمام الترويج للمنتوج الثقافي المحليأثار مختصون في علم المكتبات و التوثيق في ملتقى وطني نظم يوم الأحد الفارط بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بقسنطينة، عديد المشاكل التي تقف عائقا أمام المكتبات في الترويج للمنتوج الثقافي المحلي ، أبرزها عدم مسايرة المكتبات للتكنولوجيات الحديثة، و كذا غياب التنسيق بين المكتبة العمومية و المكتبات الموزعة على الأحياء ، و كذا اعتماد الطرق الكلاسيكية و المناسباتية في إبراز موروثها .
و دعا المختصون إلى تعزيز الورشات التدريبية للمكتبيين، لمسايرة التقنيات الحديثة، فيما حث مدراء مكتبات عمومية بعدد من ولايات الوطن، على ضرورة خلق مناصب تتلاءم و التطور الحاصل في مجال تسيير المكتبات للترويج لمنتوجها الثقافي .
خلال ملتقى وطني بعنوان « فعاليات المكتبات العمومية في الترويج للمنتوج الثقافي المحلي و دوره في تنمية الوعي الاجتماعي و الثقافي»، رافع البروفيسور كمال بوكرزازة من معهد المكتبات و التوثيق بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة في مداخلته التي تحمل عنوان « المكتبة العمومية كفضاء لتسويق المنتوج الثقافي في ظل التقنيات الرقمية» ، على ضرورة تفعيل دور المكتبات العمومية في تنمية الوعي الاجتماعي و الثقافي، بتخطي عديد العقبات التي حالت دون تمكنها من تحقيق الأهداف المرجوة، و ذلك بمواكبة التطورات الحاصلة في المجال التكنولوجي ، بتأسيس موقع إلكتروني تفاعلي خاص بها مع إخضاعها لتحيين دوري، مؤكدا على أهمية الواجهات الإلكترونية في الترويج الثقافي ، مع ضرورة تخصيص شبكة دائمة للتواصل مع الجمهور.
البروفيسور بوكرزازة أكد من جهة أخرى، بأن الطرق الكلاسيكية التي لا تزال جل المؤسسات الثقافية تعتمدها، لم تعد ناجعة و لا تساهم في التسويق، و هي في الغالب مناسباتية ، على غرار تنظيم معارض للكتاب و مكتبات متنقلة و إنشاء أكشاك مكتبية في الأحياء، بالإضافة إلى تنظيم الندوات و الملتقيات العلمية ، معتبرا ذلك لا يساهم في التسويق للمنتوج المحلي، و دعا مدراء المؤسسات إلى ضرورة التنسيق مع المكتبات الموجودة على مستوى البلديات و الأحياء، للتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة.
و من بين المشكلات التي أثارها الأستاذ المحاضر، انعدام المعيارية و كذا الفوضى و العبثية التي تطبع بعض المكتبات، و حث على ضرورة توفر معايير في المكتبي أو الشخص القائم بمهمة الترويج، كالمستوى العلمي و الكفاءة و إتقان اللغات و الثقافة الواسعة، بالإضافة إلى انفتاحه على الجمهور و التخلي عن بعض المعتقدات الشخصية التي قد تتسبب في إقصاء منتوج ثقافي معين.
ودعا في سياق آخر، إلى تحيين البيبليوغرافيات، و الالتزام بعملية تصنيف معياري لتسيير المكتبات بشكل ناجع، مع استخدام الكلمات المفتاحية لتسهيل ذلك، مشددا على ضرورة تحويل كل العمليات كالفهرسة و غيرها، إلى عمليات آلية، و رقمنتها، فيما تم تحويلها إلى صور رقمية لإتاحتها للزوار.
و أشار إلى أن كثيرا من المكتبات لا تمتلك فهرسا إلكترونيا، و هذا، حسبه، من أبرز المشاكل التي تعيق عملية الترويج للمنتوج الثقافي المحلي، موضحا بأنه و لنجاح مشروع تفعيل المكتبات و مسايرتها للتطورات، يجب إشراك مختصين في الإعلام الآلي، و كذا ميدانيين مع تنظيم ورشات تكوينية تطبيقية لتحسين مستوى المكتبيين و تمكينهم من مواكبة التقنيات الحديثة ، لإعطاء دفع قوي لها، مع توفير جولات افتراضية للقراء لتسهيل الوصول للمبتغى، و لتفعيل التسويق الثقافي إلكترونيا .
من جهتهم طرح مدراء المكتبات العمومية للمطالعة في عدد من ولايات الوطن عدم توفير مناصب مالية، تمكن المكتبات من إنشاء مواقع إلكترونية تفاعلية، حيث أوضح مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة بولاية سكيكدة، بأن المكتبة لا تتوفر على مناصب متخصصة ، ما يدفعهم لتكليف أعوان غير مختصين بمهمة، مثلا إنشاء صفحة على مواقع التواصل تعنى بشؤون المكتبة و لا تخضع لتحيين دوري، داعيا إلى ضرورة خلق مناصب تتلاءم و التطورات التكنولوجية الحاصلة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)