الجزائر

مختصون يحذرون من سيناريو "فيضان باب الواد 2001"



مختصون يحذرون من سيناريو
بوداود: "بيروقراطية المسيرين من تقتل في الجزائر وليست الكوارث"دق خبراء ومختصون جرس الإنذار إزاء تكرر سيناريو فيضانات "باب الواد 2001" نهاية هذا الأسبوع، في الوقت الذي حذر فيه المركز الوطني للأرصاد الجوية ومواقع عالمية مختصة قبل يومين من خطر عاصفة متوسطية مصحوبة بأمطار رعدية وفيضانات محتملة، ويأتي هذا في وقت لم تتغير فيه ملامح المدن الكبرى والعاصمة تحديدا عن تلك الوضعية التي كانت تعيشها قبيل كارثة 2001، حيث بات مشهدا عاديا أن يرى المرء أحياء كاملة تغرق في قطرة ماء وطرقات في قلب العاصمة تتحول إلى مسابح عملاقة، بل وتكفي ساعة واحدة من المطر الشديد في أن تشكل سيول تجر وراءها أرواح. وشدد خبير الكوارث الطبيعية والصناعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور عبد الكريم شلغوم في تصريح ل "البلاد"، أن الأوضاع الجوية المنتظرة تنذر بكارثة حقيقية قياسا على استحالة استيعاب كميات مياه الأمطار والأوحال في حالة استمرار هطولها لمدة طويلة دون توقف فوق المعدلات الفصلية. وحسب الخبير، فإن السياسات المتعاقبة للوزارات والمصالح المعنية لم تنجح في فرض سياسة وقائية تجنب المناطق الحضرية تبعات الأخطار المحتملة للكوارث الطبيعية على غرار الفيضانات وانجراف التربة وارتفاع منسوب السدود.ووصف عبد الكريم شلغوم المخطط الوطني لحماية المدن من الفيضانات الذي أعلنته وزارة الموارد المائية، بالمشروع "الوهمي" على اعتبار انه بقي حبرا على ورق ولم تحرك السلطات المعنية حياله ساكنا منذ الإعلان عنه قبل سنة من الزمن، منتقدا الاعتماد على أشخاص إداريين لتسيير ملف بمثل هذه الخطورة دون الاستناد إلى الخبراء في هذا المجال.من جهته أكد رئيس الهيئة الوطنية للخبراء والمهندسين المعمارين، عبد الحميد بوداود، ل"البلاد" أن حالة الفوضى العمرانية وعشوائية مخططات السير التي تعيشها العاصمة، إلى جانب تحولها إلى ورشة كبيرة من أعمال ترميم والإصلاح، زيادة على سلوكيات المواطنيين الذين يتركون المواد المستعملة للبناء على قارعة الشوارع، يهدد بكارثة حقيقية ويعرض حياة آلاف المواطنين بالأخص الذين شيدت مبانيهم وعماراتهم فوق الوديان الجافة للخطر، في ظل حالة الانسداد التي تعرفها أغلب مجاري وبالوعات العاصمة جراء تقصير في عمل مصالح التطهير التابعة للسلطات المحلية. وحسب عبد الحميد بوداود، فإن بيروقراطية التسيير هي المسؤولة عن ضحايا الكوارث وليست الكوارث نفسها على اعتبار أن المسؤولين المحليين يتجاهلون تماما المخاطر الطبيعية المحدقة قبل اتخاذ القرارات ومنح تراخيص البناء والترميم. كما أن غياب التنسيق بينها وبين مختلف المؤسسات الأخرى مثل "سيال"، "اسروت" و"سونلغاز" يؤدي في الغالب لتهرئة الطرقات وخلق حفر تمتلئ بعد ذلك بالمياه الموحلة وتتسبب في تغيير مسار المياه نحو بيوت المواطنيين الأمنيين.ويصبو المخطط المدرج ضمن البرنامج الخماسي 2015/2019، إلى صيانة الأودية وتطهيرها ووضع أسس لإنجاز منشآت الوقاية من الفيضانات، وتم عقد اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي وتخصيص غلاف مالي يقدر بمليون أورو لإعداد الإستراتيجية الوطنية لمكافحة أخطار الفيضانات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)