أكد مختصون أن سبب ظهور بؤر لمرض الحصبة ببلادنا في الفترة الأخيرة هو عزوف أولياء عن تلقيح أبنائهم رغم أن التطعيم هو الطريقة الوقائية الوحيدة للتخلص من المرض، مشيرين أن نسبة الحماية من الداء يفترض أن تكون عالية لدى الجزائريين بسبب اللقاحات المتوفرة وإجبارية الالتزام بها. كما بين الأطباء بأن الرزنامة الجديدة للتلقيح كان يفترض أن تقضي تماما على المرض معتبرين الحرارة المرتفعة والطفح الجلدي أهم أعراض الإصابة بالحصبة التي تعد أكثر خطورة من الحصبة الألمانية، فيما كشف مدير الصحة بالوادي أنه تم وإلى غاية يوم أمس تسجيل أربع وفيات ضمن 1074 إصابة، ويوجد حاليا 48 مريضا يخضعون للعلاج بالمرافق الطبية، ونفى المسؤول أن يكون المرض قد انتقل عبر الحدود مشيرا أن الفيروس سريع الانتشار وسجل أكثر في المناطق الأقل تلقيحا، مطمئنا بأنه سيتم محاصرة المرض في أسبوعين.ملف من إعداد : ياسمين بوالجدري
البروفيسور سقني من مصلحة الأمراض المعدية بقسنطينة
العزوف عن التلقيح أفشل برنامج القضاء على البوحمرون
صرح البروفيسور عبد العزيز سقني من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أن عزوف العديد من الأولياء عن تلقيح أبنائهم ضد الحصبة و الحصبة الألمانية، خلال العام الماضي، أفشل برنامج الدولة للقضاء على المرضين، داعيا إلى وجوب الاستجابة لحملات التلقيح خاصة أن انتشار الوباء يهدد بموت الأطفال و الكبار في السن.
و أوضح البروفيسور في لقاء جمعه بالنصر يوم أمس، أن الحصبة مرض يشكل، بالأخص، خطورة على الأطفال، كما أن الفيروس المسبب له يختلف عن فيروس الحصبة الألمانية، زيادة على أن درجة خطورته تختلف أيضا، فأعراض الحصبة تتمثل غالبا في ظهور بثور حمراء و قد تمتد إلى القصبة الهوائية و الرئة و أحيانا الدماغ بحدوث التهاب السحايا، مؤكدا أن الوسيلة الوحيدة للوقاية من البوحمرون و الحصبة الألمانية هي أخذ اللقاح، و احترام الرزنامة التي وضعتها وزارة الصحة.
و يضيف محدثنا أن نسبة الحماية من الحصبة يفترض أن تكون عالية وسط الجزائريين، خاصة أننا لم نكن نسمع عنها قبل 10 سنوات، نظرا للقاحات التي وفرتها الدولة لأخذها بشكل إلزامي منذ سنة 1983، لكن ضعف الإقبال على التطعيم أدى لتحول المرض إلى وباء، خاصة أن فيروس الحصبة يعرف بأنه فيروس «متوحش» يوجد في كل المجتمعات و لا يمكن أن ننتظر وصوله من الحدود الشرقية أو الغربية.
و أكد البروفيسور أن انتشار المرض كان متوقعا و هو، كما قال، نتيجة طبيعية لعزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم العام الماضي، بلقاح RR الخاص بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و 14 سنة، موضحا في هذا الخصوص، أن تسجيل أية إصابات في منطقة ما، يعني بالضرورة أن نسبة التغطية باللقاحات على مستواها كانت غير مقبولة، و هذا ما يقوله العلم، مثلما يبرِز.
و أضاف المختص أن الحصبة و الحصبة الألمانية كانتا ستختفيان، لأن البرنامج الذي وضعته وزارة الصحة توصل إلى التحكم في الإصابات، غير أن العزوف عن التطعيم أدى إلى إفشاله، مضيفا بخصوص النسبة التي قدمتها مديرية الصحة بقسنطينة، حول تطعيم 17 بالمئة فقط من التلاميذ المستهدفين، أنه رقم ضئيل جدا، خاصة أن أهمية اللقاح تكمن في أنه يعطي الحصانة للجسم، من خلال تشكيل الأجسام المضادة، كما أوضح أن تلقيح البالغين في الصغر لا يعني أن مناعتهم كافية في منطقة موبوءة، نظرا لأن أعداد الأجسام المضادة تقل لديهم مع مرور السنوات.
و دعا البروفيسور الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الموبوءة، و خاصة الكبار في السن و الأطفال، إلى إعادة أخذ اللقاح، مطمئنا بالنسبة لولاية قسنطينة أو الولايات الأخرى التي سجلت فيها حالات متفرقة و قليلة، أنه لا يمكن الحديث عن وباء، مخاطبا الأولياء بأنه لا داعي للقلق، طالما أن أبناءهم أخذوا اللقاح، كما أوضح الأخصائي في هذا الشأن، أن تلقيح الطفل ضد الحصبة و الحصبة الألمانية، لا يعني أنه لن يمرض بهما مجددا، فقد ينتقل إليه الفيروس و لا يسبب له الأعراض، لكنه قد ينقله بدوره إلى طفل آخر غير ملقح.
و بالنسبة للحصبة الألمانية، يؤكد البروفيسور سقني أنها أقل خطورة و تشكل فقط تهديدا على الجنين عند المرأة الحامل، بأن يولد مشوها أو ميتا، لذلك فإن أخذ الطفلة ما بين سن 6 أعوام و 14 سنة، للقاح RR، يعدّ أمرا ضروريا و حماية ل «منجبات المستقبل»، لأن تلك الطفلة ستكبر و تحمل و قد يكون جنينها معرضا للخطر، مضيفا أن الحصبة الألمانية عند المرأة الحامل تكتشف من خلال إصابتها بالحمى، ما يضطر الأطباء غالبا إلى إقناعها بالإجهاض في الأسابيع الأولى لتجنب ولادة رضيع مهدد بالموت أو ميت.
البروفيسور الذي يمتلك خبرة تفوق 30 سنة في مجال الطب، قال إن المجتمع الجزائري أصبح يعاني من مشاكل اجتماعية كبيرة و من نقص في الوعي، ما أثر، بحسبه، على الحماية الصحية للأفراد وسط محيطهم العائلي، و هو ما قال إنه تجسد العام الماضي من خلال منع العديد من الآباء لأبنائهم من أخذ اللقاح، رغم أن الجزائر تتوفر، كما أكد، على أحسن رزنامة تلقيح مقارنة بدول توصف بأنها متقدمة، و ذلك من خلال توفير أكثر من 10 لقاحات، و هو عدد أكد أن بلدانا مثل فرنسا لم تصل إليه، بل أنها قلصته مؤخرا.
ياسمين.ب
أخصائية الأمراض المعدية الدكتورة زرناجي مريم
هذا ما يجب أن تعرفه عن الحصبة و الحصبة الألمانية
تجيب الدكتورة زرناجي مريم، أخصائية الأمراض المعدية بمستشفى علي منجلي بقسنطينة، عن الأسئلة الشائعة التي يطرحها المواطنون حول الحصبة و الحصبة الألمانية، كما توضح في لقاء بالنصر طرق الوقاية و مدى خطورة كل مرض.
ما هي أعراض الحصبة و الحصبة الألمانية عند الطفل و البالغ، و كيف نفرّق بين المرضين؟
أعراض المرضين لا تختلف عادة بين الطفل و الشخص البالغ، حيث تتمثل بالنسبة للحصبة، في ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم قد يصل إلى 40 درجة مئوية، مع حدوث طفح جلدي بظهور حبوب صغيرة أسفل البشرة تكون في شكل بقع، و غالبا ما يرافق الحصبة حدوث التهاب في اللوزتين و سيلان في الأنف و التهاب باطن العينين، و أحيانا ظهور تقرحات في الفم، أما أعراض الحصبة الألمانية فلا تختلف بشكل كبير عنها في «البوحمرون»، لكنها تتميز بأن درجة حرارة الجسم عند الشخص المصاب لا ترتفع كثيرا، إذا لا تتعدى 39 درجة مئوية، كما يرافقها أيضا طفح جلدي و توّرم للعقد اللمفاوية الموجودة بين الأذن و الرقبة، كردة فعل على حدوث التهاب فيروسي.
هل هناك خطورة على الطفل في حال تطعيمه بلقاح الحصبة و الحصبة الألمانية لمرة ثانية؟
لا توجد خطورة، لأن جسم الطفل اكتسب في عملية التلقيح الأولى مناعة و تشكلت لديه الأجسام المضادة التي ستقاوم بدورها الفيروس عند حقنه مرة أخرى، و حتى أعراض التطعيم تكون أقل حدة.
هل يفضل إعادة تلقيح الأطفال الذين سبق تطعيمهم ضد المرضين؟
لا أنصح بذلك، فمجرد أخذ اللقاح سيعطي الجسم المناعة الكافية لمكافحة الحصبة و الحصبة الألمانية، لكن من يجب تلقيحهم هم الأطفال الذين لم يستفيدوا من العملية بعد.
ما هي أهمية لقاح RR الموجه للأطفال و المواليد الجدد؟
هذا اللقاح مضاد للحصبة و الحصبة الألمانية، فهو يعطي مناعة لجسم الإنسان من خلال مساهمته في تشكيل الأجسام المضادة، و هنا أوضح للأولياء أن هذا اللقاح الذي أدخل في الرزنامة الجديدة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 11 سنة، يعطى حاليا لجميع المواليد الجدد و لم تحدث لديهم أية مضاعفات.
كيف يشكل مرض الحصبة الألمانية خطورة على الطفل و الأم؟
الخطورة تهدد بشكل أساسي الجنين، فإصابة أمّه بالمرض في الأشهر الأولى من الحمل، يؤدي إلى تعرضه لتشوهات خلقية و ربما موته.
هل توجد فئات معينة يمنع عليها أخذ لقاح الحصبة و الحصبة الألمانية؟
لا توجد فئات معينة، باستثناء المرأة الحامل في بعض الحالات.
كيف يقتل مرض الحصبة و من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطره؟
يصل مرض الحصبة إلى درجة الخطورة و الموت عند الأطفال و خاصة الرضع غير الملقحين، و كذلك كبار السن المصابين بأمراض متعددة، حيث يسبب لهم التهابا في الشعب الهوائية و يمس الرئة، ما يؤدي إلى توقف التنفس و مفارقة الحياة.
ما هي طرق الوقاية من مرضي الحصبة و الحصبة الألمانية؟
الطريقة الأولى للوقاية هي أخذ اللقاح المضاد للحصبة و الحصبة الألمانية، إضافة إلى عزل الحالة المصابة عن محطيها إلى غاية التأكد التام من شفائها.
ياسمين.ب
مدير الصحة بولاية الوادي
سنحاصر الوباء خلال أسبوعين و انتشاره زاد بالمناطق الأقل تلقيحا
كشف مدير الصحة بالوادي السيد ليتيم علي، أن عدد الإصابات بمرضي الحصبة و الحصبة الألمانية وصل بالولاية التي صنفت كمنطقة موبوءة، إلى 1074 حالة توفيت 4 منها، كما أكد أن المرض انتشر أكثر بالمناطق التي كانت نسب التلقيح فيها ضئيلة، و هو ما تطلّب إطلاق حملة لإعادة التلقيح سوف تشمل 150 ألف ساكن بين بالغين و أطفال.
و قال مدير الصحة في اتصال بالنصر يوم أمس، إن مصالحه سجلت تناقصا في عدد الإصابات المكتشفة مع إطلاق حملة التلقيح، و في هذا الصدد كشف أن منطقة المغيّر التي فاقت فيها نسبة تطعيم التلاميذ ضد البوحمرون و الحصبة الألمانية، 99 بالمئة، لم يمسّها الوباء، على عكس باقي النقاط التي كانت نسب الاستجابة على مستواها متدنية خلال السنتين الأخيرتين بسبب عزوف الأولياء عن تطعيم أبنائهم.
و أضاف المتحدث أنه و من بين 1074 إصابة سجلت إلى غاية أول أمس، استقبلت مؤسسة الصحة الجوارية بالوادي لوحدها، 488 منها، إضافة إلى مؤسسة الطالب العربي في الحدود مع تونس و قمار و جامعة، موضحا أن حملة التلقيح التي انطلقت مؤخرا لمحاصرة الوباء، بأمر من وزارة الصحة، مسّت إلى غاية أول أمس 112 ألف مواطن من مختلف الأعمار، و حتى الأشخاص الذين سبق لهم أخذ اللقاح، حيث أكد أن مصالحه تتطلع إلى بلوغ رقم 150 ألف مواطن ملقح بين 800 ألف نسمة بالولاية.
و عن الوضعية الصحية للأشخاص المصابين، ذكر مدير الصحة أن 48 منهم لا زالوا ماكثين بالمصالح الاستشفائية لتلقي العلاج، فيما تم عزل باقي الحالات إلى غاية التأكد التام من شفائها، بينما تبين أن 12 من المصابين قدموا من ولايات مجاورة، على غرار ورقلة و خنشلة و تبسة، أما فيما يتعلق بحالات الوفيات فقال إنها تتعلق بثلاثة رضع أعمارهم شهران و 8 أشهر و 21 شهرا، إضافة إلى سيدة كانت تبلغ من العمر 50 سنة.
و يؤكد السيد ليتيم أن المصالح الصحية بولاية الوادي، أصبحت تتعامل مع كل حالة مشكوك فيها على أنها مؤكدة لتفادي انتشار المرض، كما نفى ما أشيع بخصوص انتقال المرض من الحدود، و قال بأن البدو الرحل يتحركون منذ عدة سنوات داخل الولاية، لذلك فإن الإشكالية لا تكمن فيهم، بل، كما قال، في سرعة انتشار الفيروس الذي ينتقل بسرعة كبيرة، مضيفا أن الفرق الصحية توجهت إلى أبعد المناطق بالولاية و أخضعت عائلات البدو للقاحات وسط استجابة كبيرة، ليطمئن في الأخير بأنه سيتم القضاء على الوباء خلال الأسبوعين القادمين، مع استكمال عمليات التلقيح.
ياسمين.ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : facebook
المصدر : www.annasronline.com