عندما رن المنبه، نهضت مسرعا ، غسلت وجهي...نظفت أسناني ... و لبستثيابي ... ثم ما لبثت أ ن عدت إلى غرفتي ونظرت إلى المنبه ... إني متأخر.... إنه يومي الرابع في عملي الجديد ... ولجت المطبخ نظرت إلى كوب القهوة بالحليب... وبجانبه قطعة خبز بالمربى ...أغمضت عيناي وتخيلت مسؤول الورشة الشبيه بالفيل ، وهو يصرخ ويهدد بالخصم وربما الطرد فأنا لا أزال في
مرحلة التجريب !
كل العمال حذروني ، من الياباني ، فهو يتسامح في كل شيء الا التأخر! .. تناهي إلي صوت زوجتي من الغرفة الأخرى تُوقظ أولادي لأجل المدرسة . لا حاجة لي بالقهوة الكريم ....
شغلت محرك السيارة وانطلقت بسرعة إلى بيت زميلي وصديقي كريم الميكانيكي... وجدته ينتظرني على الرصيف ينظر إلى ساعته بقلق....
كنت أقود السيارة بسرعة فلم أنتبه لعامود إشارة المرور.... ولمحني شرطي من بعيد فأوقفني ....
وبعد أن أنزلت زجاج السيارة ، وسلمته وثائق السيارة ورخصة القيادة حتى شرعت أبكي كالطفل :خمس أولاد..اربع بنات وولد.. وأمهم ..وأنا مصاب بالسكري.. كنت أبكي حقيقة لا تمثيلا ، في حين لزم كريم الصمت...قال الشرطي بأنه لا يأبه لشيء ، القانون هو الذي يحكم ، وما عليه هو إلا
التنفيذ ، والتساهل والحس الإنساني تسببا في مآسي وضحايا.....
كيف تسمح لنفسك بأن تسوق بهذه السرعة؟ ألا تعلم بأنه بعد دقائق معدودة سيُمتلئ هذا المكان بالتلاميذ والتلميذات؟ أطفال صغار ... والطريق فارغ وأنت لوحدك....غرامة.... طأطأت رأسي وصمت ، وقد احتبست الدموع في عيناي ....انفجر كريم بجانبي
ضاحكا... فزاد ذلك في توتري ، فأنا في ورطة وهو يضحك!
لما ذا تضحك ؟ أيها السافل ... ألم أملأ لك عينيك ؟ ألم يعجبك كلامي ؟
قال كريم : حاشا... يا حضرة الشرطي! تذكرت زميلا لنا ... كهل تجاوز الخامسة والخمسين ....في احد الايام وبينما نحن منهمكون في العمل ، فجأة شرع ذاك الكهل في الرقص والغناء مقلدا مغني الروك مايكل جاكسون !
وينغ.... وينغ ..أ..آآآآ وينغ ..شينغ رونغ أأأأأ..... يهتز ويتمايل بطريقة جعلتنا نقهقه بهستيرية استمرت طويلا....
ونزل كريم من الجهة الأخرى للسيارة، وبدأ بهز بطنه وتعويج لسانه ورجليه ...
تصور يا حضرة الشرطي إنه أكبرنا ، لكن الأكثر خبلا ..
والشرطي واقف يقهقه وأربع أو خمس تلاميذ متحلقون حول السيارة.....أعطاني الشرطي الوثائق ورخصة السياقة محذرا بأن لا أكرر ذلك مرة أخرى..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجمهورية
المصدر : www.eldjoumhouria.dz