الجزائر

_ محمد بوعزارة.. رجل حفظ ذاكرة أجيال



محمد بوعزارة ذكرنا برجال نسيناهم وآخرين يجهلهم جيل اليوم_ انتصر للأمازيغية بعيدا عن العاطفة والفكر الأحادي
_سنكتب مذكراتنا قدوة بالرجل الذي رفض الوزارة
تغطية:
حنان. ط
سهام حواس
تصوير: مصعب رويبي
قدم وزراء، مثقفون سياسيون وأكاديميون شهادات في حق الكاتب والإعلامي محمد بوعزارة الذي نزل ضيفا امس على منتدى “الحوار” لتقديم كتابيه “عشت مع أولئك وعرفت هؤلاء”، و”كي لا تكون قنبلة موقوتة”، من قبل الاستاذ محمد ارزقي فراد، واحمد حمدي، وأجمع الحضور ان الرجل حفظ ذاكرة اجيال، ووثق للحظات ومواقف وذكريات مهمة.
الإعلامي محمد يعقوبي:
المنتدى موعد لفتح جسور اللقاء
اعتبر مدير يومية “الحوار” الاعلامي محمد يعقوبي، منتدى “الحوار” موعدا لفتح جسور اللقاء، خاصة أن الأمر يتعلق حسبه بواحد من الملهمين، مضيفا: “تعودنا ان الاطارات حينما يتقاعدون يذهبون الى بيوتهم، لكن بوعزارة بدأ التاليف بعدها”.
………………
وقفة ترحم على “محمد شراق” واستذكار لبشير حمادي
قبل انطلاق المنتدى، قرأ الحضور فاتحة الكتاب على فقيد الساحة الاعلامية “محمد شراق” الذي وفاته المنية مؤخرا، والإعلامي بشير حمادي الذي تمر سنة على رحيله رحم الله الفقيدين وألهم ذويهما الصبر.
………..
الدكتور أحمد حمدي:
عشت مع أولئك وعرفت هؤلاء.. لحظة وفاء

استحضر الدكتور احمد حمدي، عميد كلية الاعلام والاتصال بجامعة الجزائر، علاقته بالكاتب محمد بوعزارة، والتي تعود الى ايام الجامعة، وقال: “علاقتي به قديمة… زاد نشاطه عندما تقاعد، وهذا شيء يدعو للطمأنينة على ذاكرتنا الثقافية عندما اقترح علي قراءة حول العمل “عشت مع أولئك وعرفت هؤلاء”، عندما وصلتني نسخة إلكترونية التهمتها في جلسة واحدة، لأنه يغري بالقراءة وأسلوبه سلسل”.
وتوقف حمدي مطولا للحديث عن الكتاب: “ينتمي هذا الكتاب “عشت مع هؤلاء وعرفت أولئك” الى صنف الكتب الثائرة على المألوف والمنحازة على الحرية والمتمردة على المنهج.. ويتدفق مضمونه ضمن سرد بسيط وخطاب سلسل يحمل في طياته تجارب انسانية حميمة عاشها المؤلف ونقلها بكل امانة وصدق لقرائه، فكتابة المذكرات التقليدية لا تكفي في مثل هذه الحالات، بينما هذه تركز على الحياة والوجود والمحيط”.
وواصل حمدي تقديم قراءته في الكتاب: “ان مؤلف هذا الكتاب الصديق محمد بوعزارة يلخص هذا النوع من الكتابة في عبارة دالة ممزوجة برغبة جامحة في حب حرية التعبير، “سأحكي”، الحكي هو التعبير الحر الذي يرفض التكلف والبهرجة، فينبه القارئ أن ما يقدمه ليس مذكرات شخصية او سياسية، وإنما هو لحظة وفاء لمن شاركهم لحظات.
_ هناك استذكار واستحضار للعديد من القامات التي سطرت أسماءها بحروف من ذهب امثال: الجنيدي خليفة، عبد القادر يحياوي، ابو القاسم سعد الله، محفوظ قداش، زهير احدادن، وأساتذة المسرح والفنون علال المحب، محيي الدين بشتارزي وغيرهم.
_ استحضار لعدد من الاسماء البارزة التي صنعت مجد الاذاعة والتلفزيون من بينهم: المدني حواس، عبد القادر ابراهيم، شريط لزهاري، بلحسن زروق، نوارة جعفر، أحمد بن يعقوب، محمد شلوش، لحسن الشايش خليفة بن قارة، أمينة دباش وأسماء أخرى كثيرة.
ويلخص صاحب الكتاب قناعته في طريقة الكتابة: “سأحكي عن الناس البسطاء الذين تقاسمت معهم الكسرة والزيتون والشكلاطة، في هذه الفقرة: “هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية مكررة لي، بل مجرد محاولة للتذكير ببعض من عرفت وعشت معهم في الحى والجامعة والاذاعة والتلفزيون، ثم البرلمان صحيح أنني سلطت الضوء على مسارات بعض من عرفت والأشياء التي وقعت لهم، لكل ذلك يعتبر من الصعوبة ان تتم قراءة هذا الكتاب ككتاب عادي، ينبغي على القارىء في مثل هذه الحالات ان يغير من عادات القراءة التي اكتسبها على مر السنين، هذا النوع من الكتب يفرض على القارىء ذلك، هذا بالضبط ما حصل لي عندما تسلمت النسخة الاكترونية للمخطوط.. اتمنى ان اكون قد انصفت في هذه المقدمة التي قرأتها امامكم”.
…………
الكاتب والإعلامي محمد بوعزارة:
السياسة ما زالت بالنسبة لي نضالا قبل أن تكون مجرد ممارسة
وقدم الكاتب والاعلامي محمد بوعزارة مداخلة بعنوان “علاقتي بالكتابة والصحافة والسياسة” بدأها بسؤال: هل ان كل سياسي بإمكانه ان يمتهن الصحافة، وهل بإمكان كل صحفي ان يمارس السياسة؟
ليجيب بعدها: في اعتقادي انه اذا كان بإمكان عدد من الصحفيين ان يبرعوا في عالم السياسة ويصعب على معظم السياسيين ممارسة هذه المهنة.. صحيح انه يمكن للبعض ان يكون صحافيا ناجحا وسياسيا في نفس الوقت، ولكن ذلك يعد حالات نادرة.
وفي الواقع، يضيف ذات المتحدث: هناك خيط رفيع يربط الصحافة بالسياسة، فكلاهما يحتاج لبعض، فالسياسي يحتاج للصحفي لتمرير ما يحتاجه من أخبار ورسائل، والصحفي الباحث دوما عن الخبر يحتاج للمعلومة من السياسي، اما لبثها فورا او استخدامها، لكن بشرط ان يترك مسافة بين السياسي او المسؤول عموما، لأن الاقتراب الزائد قد يؤدي الى الاختراق ثم الذوبان.
الصحافة والإعلام عموما اذا خلى من الموضوعية والمهنية وبحث عن الاثارة يفقد مصداقيته وقيمته، وقد يفقد حريته لاحقا..
السياسة ما زالت بالنسبة لي نضالا قبل ان تكون مجرد ممارسة عمل سياسي انطلاقا مما نهلنا منه في ادبيات الحركة الوطنية وجبهة التحرير وخطابها الاصيل الذي عرفناه وتشبعنا منه على أيدي محمد الشريف مساعدية وعبد الحميد مهري رحمهما الله.
وتوقف بوعزارة للحديث عن حدثين هامين وقعا له عام 1965 قال انهما اثرا في مسيرته الصحفية والسياسية وفي مسار الكتابة.
وقال: ففي ذلك العام كانت الجزائر تستعد للمؤتمر الافرواسيوي قبل ان يتحول المصطلح الى حركة عدم الانحياز، وكنت وقتها طالبا في الثانوية، وكتبت عن الموضوع وفوجئت بالاستاذ محمد الصديق يثني على موضوعي ويتنبأ لي بنجاح في السياسة.
والحدث الثاني هو انضمامي في نفس العام للإذاعة عبر برنامج موجه للاطفال، ثم التحاقي رسميا بتلك المؤسسة عام 1971، ثم وجدتني انظم الى قسم الاخبار عام 1973.
وواصل كلامه: اللحظة الاستفزازية التي حرضتني على التأليف كانت نهاية اكتوبر 2004، حيث دعيت آنذاك للمشاركة في البرنامج الحواري “الاتجاه المعاكس” وكان موضوع الحلقة الصحراء الغربية.. كان محاوري من المغرب، وقبل بدء النشرة سألني معد البرنامج فيصل قاسم ان كنت قد اصدرت كتابا، فأجبته بالنفي، لكن الضيف المغربي ذكر انه يستعد لطبع كتب اخرى. وهذا ما دفعني للاسراع بتجميع ما لدي من مقالات ومحاضرات لإصدار اربعة كتب دفعة واحدة عام 2007.
……………
الشيخ محمد الصالح الصديق:
ألفت 137 كتاب للمحافظة على الوقت
وقال الشيخ محمد الصديق: “محمد بوعزارة لم يقف عند الولادة الاولى، بل ولد ولادة ثانية في مجالات مختلفة: السياسة، الصحافة، الاعلام، الاذاعة والتلفزيون، الادب العربي، وكلكم ولدتم الولادة الثانية ولأجلها حضرتم هنا.. وواصل حديثه: قلت له اكتب حتى لا تموت، اكثر الناس قد ماتوا، الذين يضيعون اوقاتهم على الارصفة وفي المقاهي يضنون انهم احياء بل هم اموات.. اذكر شيئا تأثرت به كثيرا.. ذهبت الى الاتحاد السوفياتي، وفي اليوم الاخير نظمت لنا مقابلة مع وزير هو مسؤول عن الاديان، وكان بيني وبين الوزير مترجم، وكان السؤال الاول ماذا اعجبك في بلدنا ؟ فقلت له اعجبني انكم لا تملكون مقاهي في مختلف العواصم، فقال: لدينا مقهى واحد في موسكو وليس فيه كراسي.
وختم كلامه بالقول: “مشكلة العرب والمسلمين الوقت، وأنا اكتب كي أحافظ على الوقت، بلغت كتبي 137 للمحافظة على الوقت”.
……….
الأستاذ سعيد مقدم:كان متفوقا في مجالات كثيرة
واختصر الاستاذ سعيد مقدم شهادته عن الرجل بالقول: “أول ما تعرفت على بوعزارة في الاذاعة عبر حصة “جنة الاطفال”، كان مثابرا ومتفوقا في مختلف المجالات.. سعيد بنجاحه وأتمنى له التوفيق دائما”.
الهادي عثماني:
كان رفيقي في الإعلام
عرفته يوم كنا في مسيرة الاعلام.. وربط بيننا الاستاذ الراحل عبد الحميد مهري، الذي كان بالنسبة لي مديرا ووزيرا، عشت معه ثلاثين سنة بأيامها ولياليها.. معرفتي بمحمد عزارة أننا تخرجنا من نفس المدرسة يوم كانت في شارع جكارتيل 1968، ثم التحقنا بجريدة “الشعب” الموقرة، لهذا انا اليوم اشكر شيخنا الذي حدثنا عن الكتابة، فكلنا شرعنا في ذلك.. لهذا فلنترك التاريخ يسجل للعظماء.
محمد كاديك:
قام بعمل جبار في إذاعة ورقلة
محمد بوعزارة كان زميلي في الاذاعة والتلفزيون، وكان شرف لي ان ألتقي به في عدة مناسبات، خاصة عندما نكون بصدد الترقيات، وكان يلح على احترام مبادئ المساواة والاستحقاق، وبعد إعادة الهيكلة تم تعيينه في اذاعة ورقلة حيث قام بعمل جبار، وأشرف على مجلة “الشاشة”، ترك فراغا كبيرا في التلفزيون، لم يكن يبخل بالنصائح والإرشادات.
سارة، ابنة محمد بوعزارة:
شكرا لك أبي..
كان دائما يروي لنا القصص التي عاشها، شكرا لك ابي عن كل مكارم الاخلاق التي زرعتها فينا.. شكرا لك باسمي وباسم أخواتي الخمس وأخي باسم وفيصل ووالدتي التي كانت لك السند.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
محند أرزقي فراد:
بوعزارة انتصر للأمازيغية مبتعدا عن العاطفة والفكر الأحادي
– التخوف من تحول الأمازيغية لقنبلة موقوتة قلق مشروع
عرض الدكتور محند أزرقي فراد قراءته لكتاب الدكتور محمد بوعزارة “كي لا تكون قنبلة موقوتة “، متحدثا عن تشريفه من قبل الدكتور بوعزارة بترصيع كتابه بمقدمة تليق بمقامه المحمود، مؤكدا ان سعادته كانت بالغة في نفس الوقت تساءل عن كيفية تقديم كتاب لكاتب يختلف معه في مواقف عديدة رغم هاجس القلق، الا انه يقول فراد استجاب لرغبة صديقه، مشيرا الى أن اختياره يدل على احترام بوعزارة للرأي الآخر.
وقال ارزقي فراد ان الكتاب يحتوي على 58 مقالا جاء فيه مقالة “دور الأجيال في الحفاظ على الذاكرة الوطنية” في 12 صفحة، ومقال ثان بين فيه اهمية دراسة التاريخ في الحفاظ على الهوية، جاء في ثماني صفحات، مشيرا الى اهمية الكتاب وما يحمله من إنصاف تام للامازيغية، علق عيه فراد قائلا انه: “كان الأجدر ببوعزارة أن يستمد عنوان كتابه من عمق المقالات، ولكنه فضل ان يحمل عنوان “كي لا تكون قنبلة موقوتة”، مضيفا انه اختار هذا العنوان الذي يتعلق بالمسألة الامازيغية لكونها حديث الساعة بعد ترسيمها.
وأشار من باب الامانة العلمية على حد قوله الى الموقف الايجابي للحركة الإصلاحية التي تبنت الامازيغية عبر كتابات الشيخ عبد الرحمن الجيلالي وغيرهم ممن أشاروا لأهمية المكون الأمازيغي ومنحوه حقه كاملا.
مؤكدا وجوب رفع القبعة لشهادته التي قال فيها: “ربما كنت من القلاقل الذين دافعوا عن ترقية الامازيغية رغم أني لا أحسن الامازيغية، وصوت بقناعة الى خيار ترسيم الامازيغية وكنت ممن صاغوا البيان الذي يطالب بترسيم الامازيغية”.
وأضاف ارزقي فراد قائلا إن بوعزارة يستحق كل التقدير لأنه تعامل بالعقل في طرحه، متخليا عن العاطفة، متخلصا من الذهنية الأحادية، والكبار وحدهم القادرون ويملكون الشجاعة لفعل ذلك.
وفي حديثه عن الامازيغية، قال فراد متأسفا: كنت أود أن يتحدث عن الظلم الذي طال اللغة الامازيغية في عقر دارها وبين الناطقين بها، مشيرا إلى أن الداء يكمن في طبائع الاستبداد الذي نبهنا إليه الكاتب الكبير عبد الرحمن الكواكبي، كما كنت أتمنى ان يشير الى تراكم النضالات لأجيال عديدة لإعادة الاعتبار للامازيغية.
– الخطر ليس في الأمازيغية بل في طريقة التعامل معها
وأشار فراد إلى أن مسألة القلق من أن تتحول إلى قنبلة موقوتة هي قلق مشروع جدير بوقفة عقلانية تغوص في باطن المسألة، مشيرا الى أن التعقل يقتضي بالحكمة بالقائلة لا للتهوين ولا للتهويل، مؤكدا أن الخطر لا يكمن في الامازيغية بل في طريقة التعامل معها وركوبها كمطية لأغراض غير شريفة، مبديا تخوفه من أن تصاغ مستقبلا بعيدا عن وعائها الاسلامي وتشبعت من الاسلام الى درجة تجعل سلخها عن هذا الوعاء امر مستحيلا.
كما ابدى تخوفه من الاستعجال في البت في القضية الامازيغية دون تروي خدمة للمصالح الضيقة.
وفي ختام حديثه، شكر الدكتور ارزقي فراد الدكتور محمد بوعزارة الذي يحمل في جيناته العربية والامازيغية على اخذه بنصيحة الشاعر المتميز محمود درويش “اكتب تكن واقرأ تجد” فقرأ وأوجد معاني اسرار التألق.
واستذكر فراد في مداخلته في منتدى “الحوار” بدايات محمد بوعزارة قائلا انه ينتمي الى جيل أطفال الثورة الذي كتب له الله ان تقترن طفولته بحرب التحرير فحرم من الدراسة في سنها ولم يدخل المدرسة الا بعد سن العاشرة، فقد خطف تعلمه خطفا من الزمن القاسي، وقد بدت عليه النباهة منذ دراسته على يد محمد الصالح صديق الذي توسم فيه الخير الكثير، مشيرا الى ان التأخر في الدراسة هو قسم مشترك بينهما، وأضاف قائلا: “عرفته خلال العهدة البرلمانية الاولى في زمن التعددية في عهد الرئيس زروال، وكانت العلاقة في ذلك الوقت بين الاحزاب الموالية والمعارضة يسودها التشنج، غير ان الاحتكاك بين النواب ادى الى ازالة التشنج، وكنت ارى في بوعزاوة المفكر المنجذب للسلطة، واستطاع ان يذيب الجليد بيننا،وبدا لي ان خطابه يحمل بصمة ابعدته عن التعصب والتطرف”.
++++++++++
الدكتور محيي الدين عميمور :
بوعزارة ذكرنا برجال نسيناهم وآخرين يجهلهم جيل اليوم
أكثر الله من أمثالك حتى لا يموت رجالنا مرتين
قدم الدكتور محيي الدين عميمور شهادته في أعمال الدكتور محمد بوعزارة الذي قال انه ظاهرة غير طبيعية في مجالنا الثقافي، مضيفا انه قرأ لكثيرين عاشوا معنا لكنهم اكتفوا بكتابة مذكراتهم دون الحديث عن غيرهم، ولا يوجد احد ذكر اسم صديق للأسف، وكثير منهم لا يتمثل فيهم الا الجحود، خاصة من كان يوما عونا لهم، وهي نقطة يجب ان تسجل في هذا الكتاب الذي يختلف فيه بوعزارة عن الآخرين، لأنه كتاب غير عادي، وهو ذكريات وليس مذكرات واستعراض لأحداث وأشخاص ومواقف على عكس المذكرات، وهذا ما تفاداه بوعزارة.
وأضاف عميمور: أول ما لاحظته تكريمه لمعلميه وبذكره الحاج الشيخ سعيداني الذي كان في طليعة ثوار نوفمبر رفقة أبناء جمعية العلماء قبل إضراب 1956. نتعرف على أحسن الزبيري، ونحس ان كان كاتبنا متعلقا بهذا الأستاذ الذي اخذ منهم أبجديات القراءة وانطق، كما يذكرنا باحمد كاتي ويذكر تلاميذه الذين عرفوا مدرسة اشبال الثورة ويذكرنا بالكشافة الإسلامية الجزائرية، كما تحدث عن سعيد بوالشعير اول واضع للفقه الدستوري، كما عشنا قصصا معه عن الشيخ عبد المجيد حيرش وذكرياتنا معه والتفاصيل الصغيرة، كما تحدث عن عبود عليوش وحمله لجريدة “الشعب” على كتفيه، وكتب عن الكاتب اليساري سعيد زهران، ويذكرنا بموقف رائع للأستاذ محمد حسنين هيكل الذي ترك مكتب سعيد زهران بعد أن عاد الى مكتبه في القاهرة بعد رحلته للجزائر.
وذكرنا بجعفر بك، وهو كوميدي من الكبار، وتوقف لمحمد العيد بورغدة ويقول: لو كان الامر بيدي لوضعت بورغدة في سجن لن يخرج الا وقد كتب كل ما يعرفه.
كما أتذكر خبر وفاة جمال عبد الناصر، وبعدها أذاعوا اغنية لعبد الحليم حافظ، اتصلت بالمدني حواس مدير الأخبار في التلفزيون منبها بذلك، وقد أعطى أمرا بإعلان الحداد وتحمل مسؤوليته، وخاطب عميمور محمد بوعزارة قائلا: “أكثر الله من أمثالك حتى لا يموت رجالنا مرتين”.
++++++++++
محمد الهادي حمدادو:
إعلامي وكاتب حق في زمن الرداءة
قال محمد الهادي حمدادو: “اكتشفت بوعزارة في بداية التحاقه بالإذاعة الوطنية، واكتشفت فيه خامة متعددة المواهب ومواهب كبيرة أكدت لي انه سيكون مستقبلا شيئا مذكورا، وها هي العقود الأربعة التي مرت بنا كانت كفيلة بأن تثبت لنا أن بوعزاة كان فارسا مغوارا في كل الميادين الفكرية والثقافية والاجتماعية، وخاصة في ميدان الإعلام المكتوب والمقروء والمسموع، وأصبح احد الكتاب اللامعين والبارزين والمؤلفين الرائعين.
وأضاف حمدادو أن الكتابة عند بوعزارة أصبحت صديقة وملازمة له، يعيش معها ولا تفارقه، وهو يعبر عنها في وقت نشهد فيه اغتيال العقول، مضيفا بالقول إن هذا الكتاب يذكره بكتاب فيض الخاطر لشيخ المؤرخين احمد أمين بأسلوبه السهل الممتنع الجيد الذي يمسكك ولا يتركك تفلت من يده أبدا، فحبه للكتابة هي المتنفس الوحيد، والأهم انه يشعرنا بالوجود ويجعلنا نتمسك بالحياة في زمن ناشري اليأس الذين تسربوا لحياتنا العامة وملؤها رداءة، ونخاف أن يتسربوا لحياتنا الخاصة.
++++++++++
سعدان الشبايكي:
عرفت بوعزارة مذيعا وملقيا بارعا
قال الدكتور سعدان الشبايكي: “عرفت بوعزارة في الستينات بصورة غير مباشرة حيث وبصفتي عاشقا للغة العربية وأنتمي إلى جيل محب لها، اكتشفت ان مذيعا اسمه بوعزارة يقدم نشرة الواحدة في الإذاعة الجزائرية، وكنت انتظر بفارغ الصبر موعد النشرة لسماع إلقائه، وعندما أصبحت مديرا لجامعة المدية نظمت دورة تكوينية في الإلقاء للأستاذة، وكان أول من استدعيته وكرمته هو محمد بوعزارة.
++++++++
محمد زبدة:
كتاباتك أتعبت من يأتي بعدك يا بوعزارة
هنأ مدير القناة الإذاعية الأولى، محمد زبدة، مدير جريدة “الحوار” محمد يعقوبي الذي فكر في تنظيم هذا المنتدى بصورة متواصلة، لأن الأمكنة والمساحات التي نلتقي فيها قليلة جدا، وحينما نكتشف مكانا مثل هذا يجب أن نتمسك به بالنواجذ، لأن المحيط اليوم هو حوار في كل شيء الا في الحوارات الثقافية، وقال موجها كلامه للدكتور محمد بوعزارة: “كتاباتك قد اتبعت من يأتي بعدك” مضيفا ان كتاب “عشت مع هؤلاء وعرفت أولئك” يحمّل الجميع مهمة الاعتراف ومهمة التأسيس لثقافة الاعتراف، وأي اسم ذكر في الكتاب هو مشروع للاعتراف وتسمية المؤسسات الثقافة باسمه، وأيضا للاعتراف برجالات الجزائر تعودنا جلد الذات وإذا ذكرنا القدوة نذكر غيرنا، وهو ليس جديدا بل منذ الأزل.
وأضاف: اعتقد ان الاستاذ محمد بوعزارة اعطانا مشروعا للانطلاق بالاعتراف بالرجال الذين ذكرهم، وشهادتي مجروحة في الاستاذ بوعزارة، بسبب القرابة والدم، وما اشهد هوانا الاصغر منه سنا ربما لم اشر له هو من يرفع سماعة الهاتف ويسأل، وأعتقد ان هذه العلاقات يملكها بوعزارة باعتراف الجميع وأعرف انه لا تلمه ملمة بالعائلة الكبيرة الا يحمل سيارته ليكون اول الحاضرين.
+++++++++
محمد بوعزارة:
سأعيد طبع الكتاب كما حلمت به

كشف الدكتور محمد بوعزارة عن نيته في إعادة طبع كتاب “عرفت هؤلاء وعشت مع أولئك” في طبعة منقحة جديدة ستضم جميع الأسماء التي سقطت من الكتاب في طبعته الأولى، متأسفا من صدوره في 200 صفحة، وهو الذي اجتهد ليكون الكتاب اكثر من 700 صفحة قائلا: “بقدر ما اعتز به اصابني جرح قد سقطت منه عشرات الاسماء التي شاركتني وشاركتها جزءا من حياتي اجتهدت منذ 2013 على جمع شمل الجيمع داخل صفحاته، لكني فوجئت بإسقاط الكثير من الاسماء التي سأعيد لها الاعتبار في طبعة جديدة منقحة على حسابي الخاص.”
وأضاف بوعزارة قائلا: “هناك اناس يستحقون ان اكتب عنهم اصدقاء الطفولة والشباب والمعلمون وأصدقاء الاذاعة والتلفزيون، ومن الاسماء التي سقطت محمد عصماني الذي توفي في حادث مؤلم، وكثير من الاسماء التي اتمنى ان اكمل هذا الكتاب وأطبعه طبعة اضافية لكتاب مسيرة حياة”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)