الجزائر

محمد بن محمد التنبكتي



محمد بن محمود بن ابي بكر الوطري التنبكتي المالكي، عرف ببغيع بباء مفتوحة فغين ساكنة فياء مضمومة فعين مهملة مضمومة.
قال تلميذهالعلامة أحمد باب في كتاب "كفاية المحتاج لمعرفة ماليس في الديباج" مختصر الكتاب "الذيل ذيل به كتاب "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" للإمام برهان الدين بن فرحون المسمى "نسل الابتهاج بتطريز الديباج": شيخنا و بركتنا الفقيه العالم المفنن الصالح العابد الناسكن كان من صالحي خيار عباد الله الصالحين و العلماء العالمين، مطبوعا على الخير و الحسن النية و سلامة الطويلة و الإنطباع على الخير، و اعتقاده في الناس حتى كان الناس يتساوون عند في حسن ظنه بهم، و عدم و معرفته الشر، يسعى في حوائجهم و يضر نفسه في نفعهم، و يتوجع في مكرومهم، و يصلح بينهم و ينصحهم بينهم إلى محبة العلمن و ملازمة تعليمه و صرف أوقاته فيه، و محبة أهله و التواضع التام، وبذل نفائس الكتب العزيزة الغريبة لهم، ولا يفتش بعد ذلك عنها كائنا ما كان من جميع الفنون، فضاع له بذلك جملة من كتبه نفعه الله تعالى بذلكن وربما يأتي لبابه طالب يطلب كتابا فيعطيه له من غير معرفة، فكان العجب العجاب في ذلك إيثار لوجهه تعالى، مع محبته للكتب و تحصيلها شراء و نسخا، وقد جئته يوما أطلب منه شيئا من كتب النحو ففتش في خزانته فأعطاني كلل ما ظفر به منهان مع صبر عظيم على التعليم و إيصال الفائدة للبليد بلا ملل ولا ضجر حتى يمل حاضروه، و هولا يبالي، حتى سمعت بعض اصحابنا يقول، أظن هذا الفقيه شرب ماء زمزم لئلا يمل من الإقراء تعجبا من ملازمة العبادة، و التجا في عن رديء الخلاق، و إضمار الخير لكل البرية حتى الظلمة، مقبلا على ما يعنيه متجنبا الخوض في الفضول ارتدى من العفة و المسكنة أزين رداء، و أخذ بيده من النزاهة أقوى لواء، مع سكينة و وقار و حسن أخلاق و حياء سهل الورد و الإصدار، فأجبته القلوب كافة، و أثنوا عليه بلسان واحد، فلا ترى إلا محبا مادحا و مثنيا بالخير صادقان مع تشبيه بجوامع العامة و أمور القضاء، ولم يصيبوا عنه بديلا و لا نالوا له مثيلا، طلبه السلطان لتولية القضاء بمحله فأنف و امتنع، و أعرض عنه و استشفع، فخلصه الله تعالى لازم الإراء سيما بعد موت سيدي أحمد بن سعيد، فأدركتهأنا يقرئ من صلاة الصبح أول وقته إلى الضحى الكبيرة دولا مختلفة، ثم يقوم إلى بيته و يصلي الظهر بالناس، و يدرس إلى العصر ثم يصليها، و يخرج لموضع آخر يدرس فيه للاصفرار أو قربه.
و كان غواصا على الدقائق، حاضرا الجواب، سريع الفهم، منور البصيرة، ساكنا صامتا و قورا، و ربما انبسط مغ الناس و يمازحهم و كان آية الله في جودة الفهم و السرعة الإدراك، معروفا بذلك.
ولد عام ثلاثين و تسع مئة (930) على ما سمعت منه، وأخذ العربية عن الشيخين الصالحين والده و خاله ثم قطن مع أخيه الفقيه سيدي أحمد شقيقه بتنبكت فلازما الفقيه أحمد بن سعيد في مختصر خليل، ثم رحلا للحج فلقيا بمصر القاني، و التاجوري و الشريف يوسف الارميوني، و البرهمتوشي الحنفي، و الإمام محمد البكري و غيرهم فاستفادا ثمه،ثم رجعا بعد حجهما و موت خالهما فنزلا بتنبكت، فأخذ عن ابن سعيد الفقه و الحديث و لازماه ، و عن سيدي و والدي الصول و البيان و المنطق، قرأ علي اصول السبكي، و تخليص المفتاحن و حضر على شيخنا حمل الخونجي، و لازم مع ذلك الإقراء حتى صار خير شيخ في وقته في الفنون لا نظير له، و لازمته أكثر من عشر سنين، و ذكر مقرو آنه عليه، ثم قال: و كانت وفاته يوم الجمعة في شوال سنة اثنين بعد الألف، و له تعاليق و حواش، نبه فيها على ما وقع لشرح خليل و غيره، و تتبع ما في الشرح الكبير للتنائي من السهو نقلا و تقريرا في غاية الإفادةن جمعها في آخر تأليفاته، و الله تعالى أعلم.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)