محمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الإمام أبي الفضل التلمساني الإمام العالم العلامة الحجة النظار المحقق العرف الأدري الرحلة، أحد أقران الإمام ابن مرزوق الحفيد، شهر بابن الإمام، من بيت علم وشهرة و جلالة.
قال الحافظ التنسي: شيخنا صدر البلغاء و تاج العارفين، و أظروفة الزمان أبو الفضل هـ.
قال السخاوي: ارتحل في سنة عشر و ثمان مئة، فأقام بتونس شهرا، ثم قدم القاهرة فحج منها و عاد إليها، ثم سافر في اثني عشر إلى الشام، فزار القدس، و تزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله و أجلوه.
ذكره المقريزي في "عقوده" و قال: إنه صاحب فنون عقلية و نقلية، قل علم إلا و يشارك فيه مشاركة جيدة اهـ.
و قال أبو العباس الونشريسي: هو شيخ شيوخنا، له قدم راسخ في البيان و التصوف و الأدبيات و الشعر و الطب، و هو أول من أدخل المغرب الشامل بهرام، و شرح المختصر له، و حواشي التفتازاني على العضد، و ابن هلال على ابن الحاجب الفرعي، و غيرها من الكتب الغريبة، وتوفي عام خمسة و أربعين و ثمان مئة اهـ.
و ذكره القلصادي في "رحلته" فقال: حضرت مجلس، وكان فقيها إماما صدرا عالما بالمعقول اهـ.
قلت: و له كلام و أبحاث في التفسير تكلم فيها مع الإمام املقري في مسائله التفسيرية مفيدة، كتبتها في غير هذا الموضع مع ما كتبت من فوائده التفسيرية.
و أخذ عنه محمد بن مرزوق الكفيف، و وصفه بشيخنا الإمام العالم النظار الحجة أبو الفضل ابن الإمام، و ممن أخذ عنه بالشرق التقي الشمني شارح المغني، و ذكر ما نصه: حدثنا شيخنا العلامة أبو الفضل ابن الإمام التلمساني إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا شيخنا القاضي سعيد العقباني قال: اجتمعت بمدينة مراكش بيهودي يشتغل بالعلوم، فقال: ما دليلكم على عموم رسالة نبيكم؟ قال: قلت: قوله "بعثت للأحمر و الأسود" فقال لي: هذا خبر لا يفيد إلا الظن، و المطلوب في المسألة القطع، فقلت له: قوله تعالى{و ما أرسلناك إلا كافة الناس} فقال: هذا لا يكون حجة إلا على من يقول بصحة تقدم الحال على صاحبها المجرور، وأنا لا أقول بصحته اهـ.
قال الشمني: و يجاب بعد قيام البراهين القاطعة على رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، كما هو مذكور في الكتب بأن هذا الحديث و إن كان آحادا في نفسه متواتر معنى لأنه نقل عنه صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الدالة على عموم رسالته ما بلغ القدر المشترك منه التواتر و أفاد القطع، و إن كانت تفاصيله أحاد، كجود حاتم و شجاعة علي اهـ. هذا ما قال، فتأمله.
قلت: و الحجة القاطعة و في ذلك قوله تعالى:{يا ايها الناس إني رسول الله جميعا}. فهو نص قطعي و لعلهم لم يستحصروه، و الله الحمد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف