تجرى مشاورات موسعة بين مختلف مكونات بيت حزب جبهة التحرير الوطني لبلورة مخرج للأزمة المستمرة في قمة وهياكل الحزب. حيث أكد محمد الصغير قارة، أحد أعضاء الحركة التقويمية أمس ل " الجزائر الجديدة " أن هذه المشاورات تشمل كافة الحساسيات والأجنحة المختلفة في الحزب ولن تقصي أحدا، مؤكدا أن الهدف تجاوز الانسداد الحالي لاختيار خليفة بلخادم، والذي لازال يخيم على المشهد العام في الحزب منذ أزيد من ثمانية شهور حول طريقة اختيار الأمين العام الجديد ، بين مؤيد لمقترح حصول توافق لاختيار الأمين العام الجديد ومؤيد لشرط الاحتكام إلى الصندوق الذي يفرضه مساندو بلخادم.وأكد محمد الصغير قارة، قائلا: أن هذا المسعى سيكون تجاوزا للانسداد وإتاحة الفرصة للذهاب لعقد دورة اللجنة المركزية باختيار قيادة جماعية تضم كافة القوى والحساسيات ،مضيفا " اننا ننتظر حصول توافق على هذا المسعى الذي قدمناه على أنه الحل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة وتصلب المواقف، مؤكدا أنه من المنتظر أن تضم هذه القيادة الجماعية مابين 15 إلى 19 عضوا وفق شروط معينة يتم الإتفاق عليها.
وكشف قارة أن عملية تحسيسية واسعة تتزامن مع هذه المشاورات تمس القواعد النضالية للحزب، مشيرا أن لقاءات ستعقد قبل نهاية الشهر الجاري بمختلف جهات الوطن منها لقاءات بالغرب الجزائري بوهران أوعين تموشنت أوسعيدة وأخرى بشرق البلاد بسوق اهراس أو بقالمة، وندد قارة بالممارسات التي لازالت تضر بالحزب والتي يقودها أتباع الأمين العام المعزول بلخادم ببيع بطاقات الإنخراط وهو ما يخالف قواعد الحزب وأنظمته الداخلية والظرف الذي يعيشه في الوقت الراهن.
وكانت مصادر مطلعة من بيت العتيد قد كشفت الأسبوع الفارط أن إشارات واضحة تكون قد وصلت القيادات المؤقتة للحزب للتوصل لتوافق حول قيادة جماعية مؤقتة للحزب لإنهاء حالة الشغور في منصب الأمين العام التي تضر ب"الآفالان" في هذا الشأن، وأضافت أن الفترة القادمة والتي لا تتجاوز الأسبوعين قد تعرف انفراجا للأزمة بعد الضوء الأخضر من الجهات النافذة في السلطة، وذلك بضرورة عقد اللجنة المركزية لانتخاب قيادة جديدة، على أن لا تتعدى آجال عقد الدورة الأسبوعين القادمين بعد عيد الفطر المبارك.
وأشارت ذات المصادر أنه من المقرر أن تضم القيادة الجماعية حوالى 17 عضوا لتمثيل مختلف أجنحة الحزب داخل اللجنة المركزية للعمل على توحيد صفوف الحزب استعدادا للانتخابات الرئاسية، وإعادة هيكلة القواعد التى طالها الانقسام بعد سحب الثقة من الأمين العام السابق، وفشل كل المحاولات التى كانت تهدف إلى تجاوز هذا الانقسام وانتخاب قيادة جديدة.
وكان المكتب السياسي للحزب بقيادة عبد الرحمان بلعياط قد أكد أول أمس خلال ندوة صحفية انه لم يكن وراء إقتراح القيادة الجماعية للحزب ولكنه أوضح مستطردا أنه لا يمانع في ذلك ولن يعارض هذا المسعى.
ومن جهة أخرى أصدر أمناء محافظات الحزب أمس بيانا حول الإجتماع الذي ضم هؤلاء بالعاصمة الثلاثاء الفارط مؤكدين مساندتهم لكل مسعى للم الشمل وتجاوز مرحلة الفراغ الحالية وحسب بيان تلقت " الجزائر الجديدة " نسخة منه أمس فإن أمناء المحافظات المجتمعون يدعون لتكريس الممارسة الديمقراطية في هياكل الحزب والتجرد من الأنانيات والحساسيات ولم الشمل وإعادة الوحدة بين الصفوف داعيين المكتب السياسي لإلتزام الشفافية والسير بالحزب لبر الآمان.
وكانت تداعيات استمرار شغور منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بادية على واقع الحياة السياسية في البلاد، وعلى أداء الحزب ومشاركته في إثراء النقاش السياسي الحاصل هناك، وإبداء مواقفه من قضايا سياسية هامة، بالنظر إلى أهمية الحزب ومكانته السياسية، باعتباره صاحب الأغلبية البرلمانية والحكومية من طليعة الأحزاب السياسية التي تصنع المشهد السياسي في الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ل كريم
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz