محمد الصالح بن سالم الأعرج السوفي

قال الشيخ إبراهيم بن محمد الساهي بن عامر السوفي الوادي في رسالته المسماة "بالبحر الطافح في بعض فضائل سيخ الطريق سيدي محمد الصالح" ما نصه:
ذو المعارف و السر الوارف، والمقام السنى و العز الأقنى، غرة الزمان و وحيد العصر و الأوان من تحلت بؤيته الأنظارـ و تمتعت ببفيوضاته الأبراز، وقويت به الأركان و تشرفت بحلوله البلدان، وأنقذ الله به العبيد من مل كرب و نصب شديد، ذو البحر الزاخر و القدر الفاخر، و الأسلوب البديع المنهج الصالح شيخ الطريق، سيدي محمد الصالح أدام الله به آمين، نجل الولي الكامل المرحوم العامل، السائر في أوضح طرق القوم، ذي المناقب الحميد و الأفعال الجميلة السديدة الذي طار صيته في كل قطر و بلاد، وأقر بعلو مقامه ذوو التباع و الانتقاد، وتواضع له و أولوا المكانة و الآحترام و التعاظم، شيخ الطائفة لأعرج سيدي سالم نفع الله به و بفروعه أبد الآبدين و دهر الداهرين آمين، ابن سيدي محمد بن محمد بن سيدي نصر بن سيدي عطية الشريف من نسل الزائر بن سيدي المحجوب، دفين القيروان، قبره بها يزار لإلى الآن و يشهد له كل الناس بالصلاح و الكمال و النجاح، رضي الله تعالى عن جميعهم، و عنا بهم و جعلنا من أتباعهم دنيا و أخرى آمين.
و أما طرقته فإنه أخذها كأخيه ذي الخير و الصلاح الشيخ سيدي مصباح عن واده سيدي سالم المتقدم ذكره، و هو أخذها عن شيخ الزهاد و فخر العباد سراج طريقه و معدن السولك و الحقيقة، سيدي علي بن عمر الطولقي الشريف ذي الشرف العلي و المقام المنيف، وهو أخذها عن أبي البركات القدوم الهمام ذي النفع و الفيض على الجميع الأنام الذي اتبعه دنيا وأخرى ينجي، الشيخ سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه و عن فروعه و أصوله و عنا بهم آمين، وهو أخذها من كهف الأنام و حجة الإسلام ذي الحجيج الباهر و الكرامات الظاهرة وحيد الأولياء و رئيس التبلاء الورع العالم العامل الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن باش تارزي رضي الله عنه و هو أخذها عن صفوة الأبرار و عمدة الأخيار صاحب الباع الطويل و القدر الجليل و المواهب اللدنية و الأنوار الرحمانية الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الفجطولي الزواوي الأزهري الشريفن متعنا بسره و جعلنا تحت مكرماته و بره آمين، و هو أخذها عن تاج العارفين و نبراس السادة الصالحين الشيخ سيدي محمد بن سالم الحفناوي رضي الله عنه آمين و هو أخذها عن شيخ طائفة الصوفية القائم على ساق العبودية الشيخ سيدي مصطفى بن كمال بن علي البكري رفع الله مقامه و مأواه و جعل الجنة متقبلة و مثواه، وهو أخذها عن ذي الجد و الإجتهاد السالك السبيل الرشاد الشيخ سيدي عبد الطيف الحلبي رضي الله عنه، و هو أخذها عن صاحب المآثر العجيبة و الحالات الغربية الشيخ سيدي علي قار باشا رضي الله عنه، و هو أخذها عن الحبر السالك و المتعبد الناسك الشيخ سيدي شعبان القسطوني رضي الله عنه، وهو أخذها عن شمس الملة و الدين برهان الواصلين الشيخ سيدي محي الدين القسطومي رضي الله عنه، وهو اخذها عن ذي القدر العلي و السرالجي الشيخ سيدي خير الدين التوقادي نفع الله به، وهو أخذها عن ذي الفضل و الإحسان الشيخ سيدي سلطان المعروف بجمال الدين الخلوتي رضي الله عنه، و هو أخذها عن ذي المقام السامي و الفيض النامي الشيخ سيدي محمد بن بهاء الدين الشيرازي رضي الله عنه، و هو أخذها صاحب التصريف الشيخ سيدي يحي الباكوفي الحلبي نفعني الله و إياكم ببركاته آمين و هو أخذها عن ذي المنقبات الجميلة و الخصال الجليلة الشيخ سيدي صدر الدين الجياني رضي الله عنه و عنا به، و هو أخذها عن الزاهد العفيف الشيخ سيدي الحاج عز الدين رضي الله عنه، و هو أخذها عن قدوة الأنلم و رفيق الخاص و العام الشيخ سيدي محمد أمبرم الخلوتي نفع الله به طول الدوام، وهو أخذها عن السيد الأكبر و القطب الأنور الشيخ سيدي عمر متعنا الله ببركاته آمينن وهو أخذها عن كنز الهداية و بدر البداية و النهاية الشيخ سيدي محمد الخلواتي رضي الله عنه و عنا به آمين، و هو أحدهما عن ملجأ الخائفين و منبع مشرب العارفين الشيخ سيدي إبراهيم الزاهد جعلنا الله فب صالح دعواته، وهو أخذها عن مربى المريدين و مرشد السالكين الشيخ سيدي جمال الدين التبريزي رضي الله عنه، و هو أخذها عن نور أهل السلوك الشيخ سيدي محمد الملقب بشهاب الدين الشيرازي نفع الله به، و هو آخذها عن فخر العلوم الشيخ سيدي قطب الدين الأبهري نفعني الله و إياكم به آمين، وهو أخذها عن صاحب المقام العريض الشيخ سيدي عبد القادر بن عبد الله بن محمد السهروردي رضي الله عنه و عنا به آمين و هو آخذها عن الكمال الشيخ سيدي عمر البكري رضي الله عنه، و هو أخذها عن قدوة السالكين الشيخ سيدي و جيه الدين رضي الله عنه، و هو أخذها عن الكوكب الدري الشيخ سيدي محمد البكري رضي الله عنه، و هو آخذها عن محب الفقراء الشيخ سيدي مشاد الدينوري رضي الله عنه و نفع الله به آمين، وهو أخذها عن رئيس الطوائف الشيخ سيدي ابي القاسم الجنيد نفعني الله و إياكم ببركاته آمين، وهو أخذها عن الورع الزاهد المكايد العابد خاله الشيخ سيدي السري السقطي رضي الله عنه، و هو أخذها عن سيد التقياء و عمدة الصفياء الشيخ سيدي معروف الكرخي نفع الله به جميع العباد و البلاد، وهو أخذها عن ذي المناقب السنية الشيخ سيدي داود الطائي رضي الله عنه، وهو أخذها عن صاحب الأسرار الشيخ سيدي حبيب العجمي رضي الله عنه، وهو أخذها عن صاحب الأنوار و البركات و الفيض و الشيخ سيدي الحسن البصري رضي الله عنه، و هو آخذها عن سبطي النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا شباب اهل الجنة الشيخين الفاضلين سيدي الحسن و سيدي الحسين جعلنا الله من زمرتهما آمين، وهما أخذاها عن باب مدينة العلم ابن عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدهما سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو أخذها عن سيد المرسلين و حبيب رب العالمين محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم و على آله و أصحابه أجمعين، وهو عن جبريل عليه السلام، وهو عن الحق جل وعلا، اللهم متعنا بمحبتهم و اجعنا في زمرتهم، ولا تخالف بنا عن سنتهم و لا عن طريقهم يا أرخم الراحمين. و قال في كراماته:
الستادذ الفاضل و الجهبذ الكامل جدي الشيخ سيدي محمد ابن عامر ذو الكرمات الظاهرة الأسرار الباهرة، يخدم السالكين و سند الواصلين، الشيخ سيدي سالم العرج ذي القدم الراسخ في طريق القوم رضي الله عن الجميع و نال منه ما يبهر العقول، كما هو متواتر بالنقول، و كان يوصينا بخدمة اولاد شيخه و إتباعهم و يحضنا على ذلك غاية، ويقول: إنكم تنالون منهم إن شاء الله حقق الله ذلك آمين، فمن الله علي بامتثال تلك الوصية و جعلت اتردد عليهم في الزيارة و أنظر في أحوالهم و سيرتهم و خدمتهم مدة طويلة إلى أن تحققت الشيء، وعلمت أن متبعهم ينال بلا ريب، وكان سيدي سالم ترك ولدين فاضلين أحدهما الشيخ سيدي مصباح و هو الأكبر سنا، والآخر سيدي محمد الصالح نفعنا الله بها آمين، لكن الأول جرى على طريق الشياخ الذين يكتمون أمرهم، وه مقام عظيم يفتخر به كل من له أدنى مسكة بأحوال القوم، وقد من الله على هذا الشيخ بولد ياله من ولد عفيف نظيف ظريف أديب ورع زاهد في الدنيا وهدا تاما، فقيه دائم الطهارة كثير التجنب من الناس، يجب الخلوة و الانفراد، وينقبض من رؤية الناس انقباضا كليا، وهو الشيخ سيدي محمد العربي أدام الله سناه و بلغه في الدارين مناه و الثاني جرى على طريق من يذيع ذلك، ولا يخفى أن العاجز مثلي يجذبه الظاهر، فلازمت الشيخ سيدي محمد الصالح رضي الله عنه و عنا به آمين، حتى ظهرت لي الكرامات الخارقة و المقولات الصادقة، فأردت أن أذكر بعض ما رايته أو سمعته من ثقة صادق بعد التتبع الشافي و التفحص الوافي، كان الله لنا و لإخواننا معينا آمين.
فمن ذلك أني أتيته يوما في وقت القيلولة مع أستاذي و عمدتي و ملاذي الورع الزاهد و الحبر العابد شيخي سيدي عبد الرحمن العمودي رضي الله عنه و منا به ونفعنا ببركاته آمين، فقال لنا الشيخ: إن سيدي علي بن عثمان الطولقي رضي الله عنه قد انتقل غلى عفو اللن رحمه الله الرحمة الواسعة، فسرى في عقولنا أنه أتى أحد من عنده أو أتى جواب أو نحو ذلك، وغفلنا عن كون الشيخ علم ذلك من الكشف، فلما خرجنا من عنده و قع في قلبي أن هذا الأمر لم يأت به أحد، و لا جاء في جواب، و إنما هو من الشيخ رضي الله عنه فضبطت ذلك اليوم و بقيت أسأل عن خبر وفاة الشيخ فلم أجد علما عند أحد، فلما مضت ستة أيام بعد التاريخ أتانا الخبر بأن الشيخ انتقل إلى رحمة الله منذ ستة أيام رضي الله عن الجميع و نفعنا بهم آمين