العلامة المحقق الحافظ، والبحر الجامع المتدفق اللافظ، من هو ليث الدين، أوثق أساس و أضوأ نبراس، الإمام القدوة المتفن سيدي محمد أبو راس بن أحمد بن ناصر الراشدي الناصري.
كان رحمه الله و رضي الله عنه إماما في المعقول و المنقول، و إليه يرجع في الفروع و الأصول، و رحل في طلب العلم و اكتساب المعارف، و افي الأفاضل من أهل مصر و تونس و فاسن وأخذ عنهم التالد و الطارف، ودرس و أفاد، ورفع منار العلم و أشاد، و كان يدعى فى زمانه "الحافظ" لقوة حفظه و تمكنه متى شاء من استحضار مسائله، حتى كأن العلوم كتبت بين عينيه.
و له تأليف مفيدة بديعة، سارت بها لعزتها الركبان و اشتدت إليها لنفاستها رغبة القاصي والدان، فمنها "رحلته" التي ذكر فيها سياحته للمشرق و المغرب، و ذكر من لقي فيها من الأعيان، وما جرت فيه المذاكرة بينهم، وما يتنزه الطرف فيه و يتعجب، و منها حاشيته على الخراشي مع الزرقاني، و حاشيته على السعد، و حاشيته على المكودي، و"شرح المقامات الحريرية"و "شرح العقيقية" و "شرح الشمقمقية" و "شرح حلله السندسية" و كتاب "التأسيس" و كتاب "درء الشقاوة" و غير ذلك.
توفي رحمه الله تعالى، ورضي الله عنه و نفعنا ببركاته عام ثمان و ثلاثين و مئتين و ألف(1238)، وقد جاوز التسعين، و صلى عليه ألف و خمسمائة، نفس بتحرير من حضر، جلهم حملة القرآن الدائح، رحمه الله و دفن بمعسكر على شاطئ النهار الفاصل بين داخل البلد و قرية بابا علي، وعليه بناء مشهور اهـ. و صلى على سيدنا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف