أثار فتح الطريق السيّار شرق-غرب على النشاط التجاري والاقتصادي الممتد على طول الطريق الوطني رقم 4 الممتد من حدود ولاية الشلف حتى مدينة خميس مليانة بولاية عين الدفلى على مسافة تقدر بأكثر من 60 كلم حيث أصبحت المتاجر والمحلات المفتوحة على هذا الطريق في شبه بطالة وخاصة بمدينتي ”وادي الفضة” و”خميس مليانة” المعروفتان بنشاطيهما التجاري والممثل في المطاعم، المقاهي ومحلات تجارة قطاع الغيار والعتاد الفلاحي.تحولت العديد من المحلات التجارية الممتدة على طول الطريق الوطني رقم 4 مابين مدينة وادي الفضة غربا إلى خميس مليانة شرقا بولاية عين الدفلى إلى أطلال بعد فترة نشط كبير وانتعاش في التجارة خلال سنوات مضت لتصبح اليوم خاوية على عروشها، حيث لا يكاد المرء يعثر على زبون بهذه المحلات التي أضحت في معظمها مغلقة أو واضعة لافتة تعرض فيها المحل للبيع وما بقي منها بالكاد يضمن أصحابها قوت يومهم ومصاريف ونفقات المستخدمين حيث تم تقليص العديد من المستخدمين وتسريح آخرين نتيجة لتقلص النشاط التجاري بهذا المسار الذي كان إلى وقت قريب من أشهر المناطق والمعروف بتوافد آلاف المركبات والحافلات واصطفافها على طول الطريق سواء بالمقاهي أو بالمطاعم المشعور بالمنطقة. حيث تأثرت كثيرا مداخل العديد من تجار بلدية وادي الفضة وخاصة أصحاب تلك المحلات المقامة على طول الطريق الوطني رقم 4 الذي يصل الشرق بالغرب على محور الولاية حيث أضحت المقاهي والمطاعم شبه فارغة إلا من بعض العابرين يعدون على أصابع اليد الواحدة حيث كانت في السابق مطاعم البلدية تعج بالمسافرين وأصحاب المركبات ذات الوزن الثقيل لما تشتهر به هذه البلدية من انتشار كبير لمطاعم الشواء المقامة على طول الطريق الوطني رقم 4 فضلا عن شهرتها جودتها حيث كثيرا ما كان أصحاب الحافلات ومركبات الوزن الثقيل يختارون هذه البلدية للإقامة للغذاء أو للاستراحة قبل أن يقضى مشروع الطريق السيّار على أحلام الكثير من تجار هذه البلدية الذي أضحى الكثير منهم حاليا في شبه بطالة ويبحث عن بديلا عن نشاطهم التجاري الحالي بعدما أن كانوا يمنون النفس بتوسعة نشاطهم التجاري قبل أن تصيب تجارته ونشاطهم التجاري الكساد والبوار. كما اختفت الكثير من المطاعم المشهورة بمناطق ”وادي جر”، ”سيدي لخضر” وكذا ”الخميس” لتناقص زبائن هذه المتاجر منذ فترة نتيجة لفتح مسار الطريق السيّار شرق وهي المنطقة التي كانت تمثل في السابق ملتقى لاستراحة المسافرين سواء القادمين من الجهة الشرقية أو الغربية من الوطن لما توفره هذه المنطقة من راحة وهدوء وكذا لشهرة مطاعمها ومقاهيها التي صارت مضرب الأمثال في الخدمات المتميزة وتوفير وسائل الراحة من مواقف كبيرة للسيارات ومركبات الوزن الثقيل رغم ما عرفته المنطقة في سنوات سابقة من تدهور أمني كبير. كما اختفت الكثير من النشاطات التجارية المميزة للمنطقة والتي كانت منتشرة في منطقتي ”الخميس” و”بومدفع” والمتمثلة في صناعة وبيع المواد التقليدية من سلال وأطباق تقليدية فضلا عن تذكارات من المنطقة.وبقدر ما كان لفتح هذا المسار آثارا ايجابية على المارة ومستعملي الطريق من مسافرين وسائقين حيث أنه خفف من وطأة حدة الزحام المروري بمداخل المراكز الحضرية الكبرى والتي كانت تعرفها مناطق ”وادي الفضة”، ”الخميس” و”سدي لخضر” حيث غالبا ما يقضي السائقون ساعات طويلة داخل هذه المدن ومن جهة أخرى فإن هذا المشروع له آثارا سلبية أخرى على النشاط التجاري الممتد على طول الطريق الوطني رقم 4 كونه قلص من تردد السائقين والمارة على هذا المحور وبالتالي خفض مردودية هذه المحلات خصوصا إذا اعتبرنا أن هناك تقديرات تشير إلى مرور قرابة ال40 ألف مركبة يوميا منها 40 بالمائة ذات الوزن الثقيل عبر الطريق الوطني رقم 4 قبل فتح مسار الطريق السيّار شرق-غرب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com