الجزائر

محتال يستغل صورة معاقة ويجمع قرابة المليار من المحسنين باستعمال «الفايسبوك»!



النصّاب يعمل أمينا ولائيا مكلفا بالطفولة والنشاط الاجتماعيأنهت، أمس، فصيلة الأبحاث والتحريات التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني في تلمسان، فصول التحقيق في واحدة من أكبر وأخطر قضايا النصب والاحتيال، التي تمت بواسطة موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، والتي راحت ضحيتها طفلة معاقة تنحدر من منطقة تيرني التابعة إقليميا لدائرة منصورة.
تفاصيل القضية تعود إلى اقتراب والد الضحية غضون شهر جويلية المنقضي من الأمين الولائي للطفولة والنشاط الاجتماعي من أجل التوسط لها لإجراء عملية جراحية مكلفة في تركيا.
حيث أخذ الأخير كافة المعطيات الخاصة بالضحية، قبل أن يفتح حسابا على «الفايسبوك» باسمها، أين عرض صورها الموحية بوضعها الصحي المتدهور لاستعطاف ذوي القلوب الرحيمة بنية تحصيل المال الكافي للتكفل بعلاجها في مدينة أزمير التركية، قاطعا على نفسه وعودا بإجراء العملية وإنجاحها في أقرب الآجال.
وهو ما جعل والدة الطفلة تعلق آمالا كبيرة على تجاوز طفلتها المعاقة مشكلتها، لتصبح قادرة على المشي كغيرها من البشر، ومن خلال الحساب «الفايسبوكي» الذي فتحه الأخير باسم الطفلة، وضع الأخير حسابا بريديا على أنه يخص الطفلة أيضا من أجل ضخ التبرعات فيه، حيث نجح الأخير بفعل هذه الخطة في تحصيل ما زهاؤه 980 مليون، ليرتّب تدابير نقل السيدة وابنتها إلى تركيا، حيث التقيا بعون أمن بالعيادة المطلوبة على أنه مديرها.
ويتعلق الأمر برعية سورية يدعى «إياد»، حيث كانت رحلة العلاج في إطار عطلة صيفية، وخلال لقاء هذا الأخير بالطفلة، تفاجأت والدتها بكون الأخير أعطاها حقنة للتعافي، مما جعل والدتها تشكك في الأمر، أين دفعها ذلك إلى البحث عن مسؤول العيادة، حيث كانت النتيجة صادمة إذ تبين أن الشخص الذي التقت به في البداية ليس هو المدير وإنما مجرد عون أمن.
وكان هذا جزءا من مخطط النصب والاحتيال الذي ذهبت ضحيتة، ولدى مقابلتها المدير الحقيقي أخبرها بأن اسم ابنتها غير موجود في قائمة العمليات المبرمجة.
كما صدمها بعدم وصول مستحقات العملية المطلوبة والمقدرة ب60 ألف دولار، بما يعادل قرابة مليار سنتيم، ومن حسن حظ السيدة أنها صادفت في عين المكان عائلة من باتنة، والتي تكفلت بإيوائها، قبل أن تشد رحال العودة إلى أرض الوطن، حيث حركت دعوى قضائية ضد الأمين الولائي للطفولة.
والذي تم سماعه رفقة زوجته وأمين الصندوق من طرف فصيلة الأبحاث للدرك الوطني، حيث اتضح من خلال التحقيقات الموسعة أن زوجته فتحت لاحقا صفحة «فايسبوكية» باسم مستعار لسب والدة الطفلة المعاقة وتهديدها والتعالي عليها باسم «المعريفة» ، بعد علمها أن الأخيرة قيدت شكوى أمام وكيل الجمهورية لمحكمة تلمسان.
وعليه، تم تقديم المشتبه فيهم الثلاثة أمام النيابة العامة لدى محكمة تلمسان، حيث أمر قاضي التحقيق بوضع الأمين الولائي للطفولة والنشاط الاجتماعي رفقة أمين الصندوق رهن الحبس المؤقت، بينما وضعت الزوجة الشريكة تحت الرقابة القضائية.
وينتظر أن يتابع هؤلاء بجرم جمع تبرعات من دون رخصة والتزوير واستعمال المزور في وصولات، والنصب والاحتيال باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)