ارتبطت مجموعة ''إيني'' بشخصية أنريكو ماتيي، مؤسس الشركة وأول رئيس لها. شركة ''أنتي نازيونال إيدروكاربوري'' أو المؤسسة الوطنية للمحروقات المعروفة اختصارا ب'' ''إيني''، تأسست في 1953 وتم تأميمها في 1998 مع احتفاظ الدولة بنسبة 30 بالمائة من رأسمالها، كانت من أوائل الشركات الأجنبية التي دخلت السوق الجزائرية في مجال تطوير الغاز، بالخصوص، في فترة مارسيلو بولدريني، أول رئيس يخلف ماتيي الذي توفي في 27 أكتوبر 1962 قبيل لقاء وصف بالهام كان مرتقبا في الجزائر. بدأت نشاطات ''إيني'' تتطور بسرعة في عهد الرئيس الثالث للمجموعة الإيطالية، أوجينيو سيفيس، بين 1967 و.1971 ودخلت مراحل التجسيد في عهد الرئيسين الرابع والخامس، رافائيلي جيروتي بين 1971 و1975 وبييترو سيتي بين 1975 و1979، إذ وقعت ''إيني'' أول عقود استيراد الغاز الجزائري في 1972 مع سوناطراك. واعتمدت العقود رسميا في ,1977 بعد استكمال التفاصيل مع تونس، ليفتح الباب أمام إنجاز أكبر المشاريع الغازية بمعية ''إيني''، ويشمل إقامة أنبوب الغاز ''ترنسماد'' الذي يسمح بتموين إيطاليا ب3,12 مليار متر مكعب. هذا الأخير الذي انتهي من إنجازه في 1983، كان وراء أول الفضائح التي حققت فيها العدالة الإيطالية في 1992و1993، وساهم في سقوط رؤوس كبيرة. في تلك الفترة، بلغت الشراكة بين ''إيني'' وسوناطراك ذروتها بعد التوقيع، نهاية 1990، على اتفاق جديد يسمح باستيراد كميات إضافية من الغاز الجزائري، بمقدار 7 ملايير متر مكعب سنويا. وتطلب ذلك إنجاز خط ثان أسند لفرع الشركة ''سايبام'' الذي تأسس في 1956 وألحق ب''إيني'' في .1969 هذا المشروع أثار جدلا واسعا وكان محل تحقيقات بشبهة الرشاوى والعمولات غير المرخص بها، باشرها قضاة محكمة ميلانو منذ 17 فيفري ,1992 وكان من بين ضحايا الفضيحة رئيس ''إيني'' آنذاك، غابريال كاغلياري، الذي انتحر في السجن في جويلية .1993 وكان رئيس المجموعة الحالي باولو سكاروني أحد المشتبه فيهم، وكان محل متابعة وحكم عليه بالسجن لمدة 16 شهرا. وعلى عكس التحقيقات التي تم القيام بها في إيطاليا، فإن التحقيقات المفتوحة في الجزائر، بعد شهر فقط من تلك التي قامت بها السلطات القضائية الإيطالية، لم تفرز نتائج معلومة، ودخل الملف طي النسيان، رغم أن السلطات الجزائرية طلبت آنذاك من وزير الطاقة، حسن مفتي، في عهد حكومة بلعيد عبد السلام، أن تتشكل سوناطراك طرفا مدنيا لدى الحكومة الإيطالية في القضايا المطروحة.
''سايبام''..
الرقم الصعب في المعادلة
''سايبام''، فرع ''إيني''، بدأت نشاطاتها في الجزائر في 1968 أي سنة قبل إدماجها في المجموعة الإيطالية، وبعد 5 سنوات من تأسيس سوناطراك.في تلك السنة شرع في إنجاز أنبوب غاز بطول 500 كلم يربط بين حاسي الرمل وأرزيو، وعمليات استكشاف واسعة في حاسي مسعود. اقترن اسمها بأول قضية أثارتها العدالة الإيطالية، في أعقاب كشف الأسبوعية الإيطالية ''ليسبريسو'' اعترافات رئيس المجموعة الأم ''إيني''، غابريال كاغلياري، بخصوص تقديم رشاوى لتسهيل الحصول على عقود تخص التزود بالغاز الجزائري. ومع ذلك، ظلت الشركة ''سايبام'' تفتك عدة عقود في الفترة الممتدة بين 2000 و2010، خاصة مع استفادتها من توقف نشاط ''براون أند روث كوندور'' الشركة المختلطة الجزائرية الأمريكية بين سوناطراك و''كيلوغ براون أن روث'' فرع ''هاليبورتون''، بعقود بصيغة التراضي، ما جعلها رقما صعبا في معادلة القضايا المطروحة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حفيظ صواليلي
المصدر : www.elkhabar.com