(إحدى عشر عاما لم أعش، ولم أكن أعلم بما يجري في العالم إلاّ من خلال ما أسمعه في الرّاديو، وأنا الآن كطفل خرج للتوّ من بطن أمّه)، هذه كانت أوّل الكلمات التي نطقت بها (براءة) الفتاة الفلسطينية من مدينة قلقيلية بعد أن تمّ إخراجها من الحمّام التي سجنها فيه والدها لمدّة 11 عاما، ولم تكن تخرج منه إلاّ لإجراء أعمال التنظيف·قصّة (براءة) بدأت عندما كانت في سنّ الرّابعة، حيث انفصل والداها، أخوها ذهب مع أمّه وهي بقيت مع والدها في قرية (النبي إلياس)، دخلت إلى المدرسة لكن بعد فترة قرّر والدها توقيفها عن الدراسة لاعتقاده أن المدرسة فيها أناس سيّئون، وهو القرار الذي رفضته (براءة) فهربت من البيت إلى قرية (عزبة الطبيب) المجاورة ليقوم والدها بتقديم بلاغ للشرطة التي وجدتها، وبحضور رجال الشرطة طلب منها التوقيع على تعهّد بعدم المطالبة بالعودة إلى المدرسة مرّة ثانية· وبعد عودتها إلى البيت قام الوالد بحبس الطفلة، وبعدما رحلا إلى مدينة قلقيلية استمرّ في حبسها· عمّة (براءة) هي من ساعدت في فكّ حبسها، حيث كانت في السابق تطالب الوالد وبإلحاح برؤية الصغيرة لكن دون أيّ فائدة، وبعد قلق متزايد على مصيرها توجّهت إلى الشرطة والعاملين الاجتماعيين في بلدية قلقيلية وأخبرتهم بالقصّة. ويوم الخميس 19 / 1 / 2012، وبالضبط على الساعة التاسعة صباحا دخلت الشرطة الفلسطينية إلى المنزل وطلبت من الوالد فتح الحمّام وحرّرت الفتاة واعتقلت الوالد· والد الفتاة يحمل الهوية الإسرائيلية، وبعد اعتقاله قام الارتباط الفلسطيني بتسليمه لشرطة الاحتلال، ويوم الأحد 22 / 1 / 2012 تمّ تمديد توقيفه من قِبل محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة (كفار سابا)، وهناك شكوك لدى الشرطة بأن زوجته الثانية كانت على علم بحبس ابنة زوجها طيلة هذه الفترة· وعن العقوبة لوالدها تقول (براءة): (لو كان الأمر بيدي لطلبت أن يوضع في حمّام تحت الأرض، وأن لا يرى الضوء 11 عاما، وبدون أكل)· ولم يكن الحبس فقط من نصيب (براءة)، وقالت في هذا السياق: (كنت أتعرّض للضرب والإذلال من قِبل والدي باستمرار إلى درجة أن معظم جسدي أزرق من شدّة الضرب، وحتى شعري كان يقوم بحلقه باستمرار بواسطة شفرة حلاقة). وتبيّن أن الوالد المشتبه فيه، فلسطيني كان قد تطلّق من زوجته والدة الضحّية وهي من الأراضي الفلسطينية ولديهما ولد آخر يعيش معها والضحّية بقيت مع والدها الذي منع لقاءها بها، وفور بلوغها سنّ الحادية عشر قام بحبسها داخل الحمّام مع وسادة وبطّانية· وبعد فترة من طلاقه من الوالدة تزوّج الأب مرّة أخرى سيّدة من منطقة المثلّث الجنوبي وسكنا في منزله في قلقيلية قبل أكثر من عشرة أعوام، فحصل على الهوية الصهيونية وفق قانون لمّ الشمل· ومن جهتها، الشرطة الفلسطينية صرّحت بأن الوالد المشتبه به كان قد ادّعى في التحقيق أنه لم يحبس ابنته، بل لضيق السكن اضطرّ إلى أن يفرض عليها العيش في الحمّام، وأنه كان يخرجها مدّة ساعتين يوميا
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com