الجزائر

مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم



مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم
تكاليف ترهق أهالي الموتى..
مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم

تحوّلت كثير من الجنائز في السنوات الأخيرة إلى شبه ولائم وصارت تكلف عائلات المتوفين بحيث باتت تُحضّر فيها الأطباق المُعتاد تحضيرها في الأعراس والولائم ناهيك عن حضور الحلويات بمختلف الأنواع حتى أضحت محل مقارنة بين العائلات وطغت على بعضها مظاهر التباهي ما أدى بالبعض إلى انتقاد تلك العادات الدخيلة على الجنائز وهي تدخل في باب التكلف والابتداع.
نسيمة خباجة
كانت الجنائز في وقت مضى بسيطة جدا لا تكلّف أهل الميت الكثير والغاية منها مساندة عائلة الفقيد في فاجعتهم والتخفيف من حزنهم إلا أنها تحولت في الوقت الحالي إلى شبه ولائم لتنويع المأكولات والأطباق الحلوة وصارت حتى المكسرات حاضرة مع الشاي مما أرهق العائلات البسيطة وتعرّضت تلك الظواهر الدخيلة إلى انتقادات لاذعة فمجلس العزاء هو مجلس للمواساة والتخفيف من الفاجعة التي حلّت بعائلة المتوفى وليس للتجمعات والأكل والضحك مما يزيد من حزن أهل الميت فتصرفات البعض فاقت الحدود المعقولة وأصبحت تمس بمشاعر الآخرين لاسيما في ظرف خاص كظرف الموت وفراق الأعزاء.
مآدب عزاء فاخرة!
يحتار الكثيرون للأطباق التي باتت تُحضّر في الجنائز وهناك حتى من صار يستعين بطباخين كعادة ألفناها في الأعراس إلا أنها زحفت إلى الجنائز لدى البعض قصد تحضير أفخم الأكلات في مجلس العزاء على خلاف ما اعتدنا عليه بحيث كانت الجنائز بسيطة جدا يركّز فيها المعزون على مواساة أهل الميت وتذكر المآل الأخير والتوبة والاتعاظ لكن اليوم وللأسف صارت شبه ولائم فموائد العزاء صارت تشتمل على أكلات فاخرة وأطباق حلوة ومكسرات ناهيك عن التجمعات التي يُطلق فيها العنان لمختلف الأحاديث بأصوات عالية والضحك إلى حد القهقهة دون مراعاة شعور أهل الميت ولا حرمة الميت وهيبة الظرف المحزن حتى أن هناك من النسوة من صرن يلبسن أرقى الثياب ويضعن مواد التجميل بشكل مخفف إلا أنها تظهر للعيان ويستعملن العطور فالهيئة هيئة عرس إلا أن الظرف هو موت فاجع حلّ بعائلة الميت فكل تلك السلوكات الغريبة الصادرة من بعض الأشخاص صارت تلحق بالجنائز للأسف ولم تكن تشهدها الجنائز بالأمس.
اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم في الموضوع فأجمعوا على أنها مظاهر مخالفة لما يحكم به الظرف المحزن وليس من المعقول إلحاق عادات الأعراس بالجنائز فالظرفان مختلفان تماما.
تقول السيدة مريم في العقد الخامس إن الجنائز صارت فيها عادات مبتدعة جدا من حيث الأكل ومن حيث هيئة الحضور إلى الجنازة وطريقة التحدث والكلام حتى تحولت الجنائز إلى شبه مجالس عادية فالضحك يصل صداه إلى الخارج دون مراعاة شعور أهل الميت كما أنّ المعزّين صاروا يمكثون لوقت طويل لدى عائلة المتوفى ما يضطرهم إلى تحضير وجبات الأكل لهم وهو ما يزيد من تكاليفهم فالأمر مرهق ومتعب وهم يمرّون بحالة نفسية صعبة بعد فقدان ميتهم لذلك وجب إعادة النظر في تلك الأمور ومناقشتها لإعادة الطبع العادي إلى الجنائز بعيدا عن كل تلك الأمور المبتدعة.
السيدة مروة قالت إنها حضرت مؤخرا جنازة لشيخ وقام أهله بجلب طباخ لتحضير أطباق العزاء التي تنوعت بين طبق الشربة والمثوم إلى جانب أنواع من السلطات والمشروبات وحتى الفواكه كانت حاضرة بحيث اصطفت الموائد الفخمة للمعزين ورأت في ذلك تكلفة في غير موضعها فبالأمس كان طبق الكسكسي هو المفضل في الجنائز كطبق بسيط جدا وغير مكلف لكن اليوم هناك نوع من التصنع الذي يرهق عائلات المتوفين فليس الكل باستطاعته تحضير تلك الأكلات في الجنائز التي أصبحت مكلفة ومحل مقارنة وتفاخر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)